بالنسبة إليه في أمر أولئك الظالمين وفي هذا الضم ترضية له عليه السلام ورفع للشماتة عنه والقول بأنه عليه السلام إستغفر لنفسه ليرضي أخاه ويظهر للشامتين رضاه لئلا تتم شماتتهم به ولأخيه للإيذان بأنه محتاج إلى الإستغفار حيث كان يجب عليه أن يقاتلهم لي فيه توقف لايخفى وجهه وأدخلنا جميعا في رحمتك الواسعة بمزيد الإنعام علينا وهذا ما يقتضيه المقابلة بالمغفرة والعدول عن ارحمنا إلى ما ذكر وأنت أرحم الراحمين .
151 .
- فلا غرو في انتظامنا في سلك رحمتك الواسعة في الدنيا والآخرة والجملة اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله وادعى بعضهم أن فيه إشارة إلى أنه سبحانه استجاب دعاءه وفيه خفاء إن الذين اتخذوا العجل أي بقوا على اتخاذه واستمروا عليه كالسامري وأشياعه كما يفصح عنه كون الموصول الثاني عبارة عن التائبين فإن ذلك صريح في أن الموصول الأول عبارة عن المصرين سينالهم أي سيلحقهم ويصيبهم في الآخرة جزاء ذلك غضب عظيم لا يقادر قدره مستتبع لفنون العقوبات لعظم جريمتهم وقبح جريرتهم من ربهم أي مالكهم والجار والمجرور متعلق بينالهم أو بمحذوف وقع نعتا لغضب مؤكدا لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية أي كائن من ربهم وذلة عظيمة في الحياة الدنيا وهي على ما أقول : الذلة التي عرتهم عند تحريق إلههم ونسفه في اليم نسفا مع عدم القدرة على دفع ذلك عنه وقيل : هي ذلة الإغتراب التي تضرب بها الأمثال والمسكنة المنتظمة لهم ولأولادهم جميعا والذلة التي إختص بها السامري من الإنفراد عن الناس والإبتلاء بلا مساس وروي أن بقاياهم اليوم يقولون ذلك وإذا مس أحدهم أحد غيرهم حما جميعا في الوقت ولعل ما ذكرناه أولى والرواية لم نر لها أثرا وإيراد ما نالهم بالسين للتغليب وقيل : وإليه يشير كلام أبي العالية المراد بهم التائبون وبالغضب ما أمروا به من قتل أنفسهم وبالذلة إسلامهم أنفسهم لذلك واعترافهم بالضلال واعتذر عن السين بأن ذلك حكاية عما أخبر الله تعالى به موسى عليه السلام حين أخبره بإفتتان قومه واتخاذهم العجل فإنه قال له : سينالهم غضب الخ فيكون سابقا على الغضب وجعل الكلام جواب سؤال مقدر وذلك أنه تعالى لما بين أن القوم ندموا على عبادتهم العجل بقوله سبحانه : ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا والندم توبة ولذلك عقبوه بقولهم : لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا وذكر عتاب موسى لأخيه عليهما السلام ثم إستغفاره اتجه لسائل أن يقول : يا رب إلى ماذا يصير أمر القوم وتوبتهم وإستغفار نبي الله تعالى وهل قبل الله تعالى توبتهم فأجاب إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب أي نقم قبل توبة موسى وأخيه وغفر لهما خاصة وكان من تمام توبة القوم أن الله سبحانه أمرهم بقتل أنفسهم فسلموها للقتل فوضع الذين إتخذوا العجل موضع القوم إشعارا بالعلية وتعقب بأن سياق النظم الكريم وكذا سباقه ناب عن ذلك نبوا ظاهرا كيف لا وقوله تعالى : وكذلك نجزي المفترين ينادي على خلافه فإنهم شهداء تائبون فكيف يمكن وصفهم بعد ذلك بالإفتراء وأيضا ليس يجزي الله تعالى كل المفترين بهذا الجزاء الذي ظاهره قهر وباطنه لطف ورحمة إلا أن يقال : يكفي في صحة التشبيه وجود الشبه في الجملة ولابد من إلتزام ذلك على الوجه الذي ذكرناه أيضا وما ذكر في