وأخرج ابن عساكر عن ضمرة بن ربيعة قال : سمعت أنه لم يبعث نبي إلا من الشام فإن لم يكن منها أسري به إليها وأخرج أحمد عن عبدالله بن خوالة الأزدي أنه قال : يارسول الله خر لي بلدا أكون فيه قال عليك بالشام فإنه خيرة الله تعالى من أرضه يجتبي إليه خيرته من عباده وأخرج ابن عساكر عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله تعالى يسكنها خيرته من عباده وأخرج الحاكم وصححه عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : يأتي على الناس زمان لايبقى فيه مؤمن إلا لحق بالشام وجاء من حديث أحمد والترمذي والطبراني وابن حبان والحاكم أيضا وصححه عن زيد بن ثابت أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال : طوبى للشام فقيل له : ولم قال : إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها والأحاديث في فضل الشام كثيرة وقد جمعها غير واحد إلا أن في الكثير منها مقالا وسبب الوضع كان قويا وهو اسم لأحد الأقاليم العرفية وفي القاموس أنها بلاد عن مشأمة القبلة وسميت بذلك لأن قوما من بني كنعان تشاءموا إليها أي تياسروا أو سمى بسام بن نوح فإنه بالشين بالسريانية أو لأن أرضها شامات بيض وحمر وسود وعلى هذا لاتهمز .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الأغبش وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه سئل عما بورك من الشام أين مبلغ حده فقال : أول حدوده عريش مصر والحد الآخر طرف الثنية والحد الآخر الفرات والحد الآخر جعل فيه قبر هود النبي عليه السلام وليس المراد بها ماهو متعارف الناس اليوم أعني دمشق نعم هي داخلة فيها وقد تكلمنا على حدودها بأبسط من هذا في حواشينا على شرح مختصر السمرقندية لأبن عصام وقد ولع الناس في دمشق مدحا وذما فقال بعضهم : تجنب دمشق ولا تأتها وأن شاقك الجامع الجامع فسوق الفسوق بها نافق وفجر الفجور بها طالع وقال آخر : دمشق غدت جنة للورى زها وصفا العيش في ظلها وفيها لدى النفس ماتشتهي ولا عيب فيها سوى أهلها وقال آخر في الشام ولعله عنى متعارف الناس : قيل لي مايقول في الشام حبر شام من بارق الهنا ماشامه قلت ماذا أقول في وصف أرض هي في وجنة المحاسن شامه وأنا أقول إذا صح الحديث فهو مذهبي ونعوذ بالله تعالى من اتباع الهوى والموصول صفة المشارق والمغارب وقيل : صفة الأرض وضعفه أبو البقاء بأن فيه العطف على الموصوف قبل الصفة وهو نظير قولك : قام أم هند وأبوها العاقلة وجوز أن يكون المفعول الثاني لأورثنا أي الأرض التي فعلى هذا يكون نصب المشارق وما عطف عليه بيستضعفون على معنى يستضعفون فيها وأن يكون المشارق منصوبة بيستضعفون والتي صفة كما في الوجه الأول والمفعول الثاني لأورثنا محذوف أي الأرض أو الملك ولا يخفى بعده وأن المتبادر هو الأول .
وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل أي مضت عليهم واستمرت من قولهم : مضى على الأمر إذا استمر والمراد من الكلمة وعده تعالى لهم بالنصر والتمكين على لسان نبيهم عليه السلام وهو قوله السابق عسى ربكم أن يهلك عدوكم الخ وذهب غير واحد إلى أنه الوعد الذي يؤذن به قوله سبحانه : ونريد أن نمن