وتعالى في الفلك أي السفينة متعلق بما تعلق به الظرف الواقع صلة أي استقروا معه في الفلك .
وجوز أن يكون هو الصلة ومعه متعلق بما تعلق به وأن يكون متعلقا بانجيناه وفي ظرفية أو سببية وأن يكون متعلقا بمحذوف وقع حالا من الذين نفسه أو من ضميره وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا أي استمروا على تكذيبها والمراد به ما يعم أولئك الملأ وغيرهم من المكذبين المصرين وتقديم الانجاء على الاغراق للمسارعة إلى الاخبار به والايذان بسبق الرحمة على الغضب إنهم كانوا قوما عمين .
46 .
- أي عمي القلوب عن معرفة التوحيد والنبوة والمعاد كما روي عن ابن عباس أو عن نزول العذاب بهم كما نقل عن مقاتل وقريء عامين والأول أبلغ لأنه صفة مشبهة فتدل على الثبوت وأصله عميين فخفف وفرق بعضهم بين عم وعام بان الاول لعمى البصيرة والثاني لعمى البصر وأنشدوا قول زهير : وأعلم علم اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما غد عمى وقيل : هما سواء فيهما وإلى عاد متعلق بمضمر معطوف على أرسلنا فيما سبق وهو الناصب لقوله تعالى أخاهم أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم وقيل : لااضمار والمجموع معطوف على المجموع السابق والعامل الفعل المتقدم وغير الأسلوب لأجل ضمير أخاهم إد لو أتي به على سنن الأول عاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة وعاد في الأصل اسم لأبي القبيلة ثم سميت به القبيلة أو الحي فيجوز فيه الصرف وعدمه كما ذكره سيبويه وقوله تعالى : هودا بدل من أخاهم أو عطف بيان له واشتهر أنه اسم عربي وظاهر كلام سيبويه أنه أعجمي وأيد بما قيل إن أول العرب يعرب وهو هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وعليه محمد بن اسحق وبعض القائلين بهذا قالوا إن نوحا ابن عم أبي عاد وقيل : ابن عوص بن ارم بن سام بن نوح وقيل : ابن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص ابن ارم بن سام بن نوح عليه السلام .
ومعنى كونه عليه السلام أخاهم أنه منهم نسبا وهو قول الكثير من النسابين ومن لا يقول به يقول : إن المراد صاحبهم وواحد في جملتهم وهو كما يقال يا أخا العرب وحكمة كون النبي يبعث إلى القوم منهم أنهم أفهم لقوله من قول غيره وأعرف بحاله في صدقه وأمانته وشرف أصله قال استئناف بياني كأنه قيل فماذا قال لهم حين أرسل اليهم فقيل قال الخ ولم يؤت بالفاء كما أتي بها في قصة نوح لأن نوحا كان مواظبا على دعوة قومه غير مؤخر لجواب شبهتهم لحظة واحدة وهود عليه السلام لم يكن مبالغا الى هذا الحد فلذا جاء التعقيب في كلام نوح ولم يجيء هنا وذكر صاحب الفرائد في التفرقة بين القصتين أن قصة نوح عليه السلام ابتداء كلام فالسؤال غير مقتضي الحال وأما قصة هود فكانت معطوفة على قصة نوح فيمكن أن يقع في خاطر السامع أقال هود ما قال نوح أم قال غيره فكان مظنة أن يسئل ماذا قال لقومه فقيل : قال الخ .
وقيل : اختير الفصل هنا لارادة استقلال كل من الجمل في معناه حيث أن كفر هؤلاء أعظم من كفر قوم نوح من حيث أنهم علموا ما فعل الله تعالى بالكافرين وأصروا وقوم نوح لم يعلموا ويدل على علمهم بذلك ما سيأتي في ضمن الآيات وفيه نظر