القوة البهيمية ماظهر منها وما بطن والاثم والبغي رذائل القوة السبعية وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون رذائل القوة النطقية وكل ذلك من موانع الزينة ولكل أمة أجل ينتهون عنده إلى مبدئهم فاذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون لأن وقوع مايخالف العلم محال يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم من جنسكم وقيل : هي العقول وقال النيسابوري : التأويل إما يأتينكم الهامات من طريق قلوبكم واسراركم وفيه أن بني ءادم كلهم مستعدون لاشارات الحق والهاماته فمن اتقى في الفناء وأصلح بالاستقامة عند البقاء فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لوصولهم إلى مقام الولاية والذين كذبوا بآياتنا أخفوا صفاتنا بصفات أنفسهم واستكبروا عنها بالاتصاف بالرذائل اولئك أصحاب النار نار الحرمان هم فيها خالدون لسوء ما طبعوا عليه فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا بأن قال : أكرمني الله تعالى بالكرامات وهو الذي بالكرى مات أو كذب بآياته بأن أنكر على أولياء الله سبحانه الفائزين من الله تعالى بالحظ الأوفى أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب مما كتب لهم في لوح القضاء والقدر .
وقيل : الكتاب الانسان الكامل ونصيبهم منه نصيب الغرض من السهم إن الذين كذبوا بآياتنا الدالة علينا واستكبروا عنها ولم يلتفتوا اليها لوقوفهم مع أنفسهم لاتفتح لهم ابواب السماء فلا تعرج أرواحهم الى الملكوت ولا يدخلون الجنة أي جنة المعرفة والمشاهدة والقربة حتى يلج الجمل اي جمل أنفسهم المستكبرة في سم الخياط أي خياط أحكام الشريعة الذي به يخاط ما شقته اليد الشقاق : وسمه ءاداب الطريقة لأنها دقيقة جدا وقد يقال : الخياط إشارة إلى خياط الشريعة والطريقة وسمه ما يلزمه العمل به من ذلك وولوج ذلك الجمل لايمكن مع الاستكبار بل لابد من الخضوع والانقياد وترك الحظوظ النفسانية وحينئذ يكون الجمل اقل من البعوضة بل أدق من الشعرة فحينئذ يلج في ذلك السم لهم من جهنم الحرمان مهاد ومن فوقهم غواش أي أن الحرمان أحاط بهم وقيل : لهم من جهنم المجاهدة والرياضة فراش ومن فوقهم من مخالفات النفس وقطع الهوى لحاف فتذيبهم وتحرق أنانيتهم ونادى أصحاب الجنة المرحومون أصحاب النار المحرمون أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا من القرب حقا فهل وجدتم ماوعد ربكم من البعد حقا فأذن مؤذن وهو مؤذن العزة والعظمة بينهم أن لعنة الله على الظالمين الواضعين الشيء في غير موضعه الذين يصدون السالكين عن سبيل الله أي الطريق الموصلة اليه سبحانه وقيل : يصدون القلب والروح عن ذلك ويبغونها عوجا بأن يصفوها بما ينفر السالك عنها من الزيغ والميل عن الحق وقيل : يطلبون صرف وجوههم الى الدنيا وما فيها وهم بالآخرة أي الفناء بالله تعالى أو بالقيامة الكبرى كافرون لمزيد أحتجابهم بما هم فيه وبينهما أي بين أهل الجنة وهي جنة ثواب الأعمال من العباد والزهاد وبين أهل النار حجاب فكل منهم محجوب عن صاحبه وعلى ألاعراف أي أعالي ذلك الحجاب الذي هو حجاب القلب رجال وأي رجال وهم العرفاء أهل الله سبحانه وخاصته وقيل : وإنما سموا رجالا لأنهم يتصرفون باذن الله تعالى فيما سواه D تصرف الرجال بالنساء ولا يتصرف فيهم من ذلك يعرفون كلا بسيماهم لما اعطوا من نور الفراسة ونادوا أصحاب الجنة : أي جنة ثواب الأعمال أن سلام عليكم بما من الله تعالى عليكم به من الخلاص من النار وقيل :