منها الصدق في طلب المولى ويتوارى به سوءة الطمع وما فيها ولباس الثاني محبة ذي المجد الاسنى ويتوارى به سوءة التعلق بالسوى ولباس الثالث رؤية العلي الأعلى ويتوارى به سوءة رؤية غيره في الأولى والأخرى ولباس الرابع البقاء بهوية ذي القدس الاسني ويتوارى به سوءة هوية ما في السموات وما في الارض وما تحت الثرى قيل : وهذا إشارة إلى الحقيقة وربما يقال : اللباس المواري للسوآت إشارة إلى الشريعة والريش إشارة إلى الطريقة لما أن مدارها حسن الأخلاق وبذلك يتزين الانسان ولباس التقوى إشارة إلى الحقيقة لما فيها من ترك السوى وهو أكمل أنواع التقوى ذلك أي لباس التقوى من آيات الله أي من أنوار صفاته سبحانه إد التوقي من صفات النفس لايتيسر إلا بظهور تجليات صفات الحق أو إنزال الشريعة والحقيقة مما يدل على الله سبحانه وتعالى لعلكم تذكرون عند ظهور تلك الأنوار لباسكم الأصلي النوري أو تذكرون معرفتكم له عند أخذ العهد فتتمسكون بأذيالها اليوم يا بني آدم لايفتننكم الشيطان بنزع لباس الشريعة والتقوى فتحرموا من دخول الجنة كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما الفطري النوري إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم وذلك بمقتضى البشرية وقد يرون بواسطة النور الرباني .
قل أمر ربي بالقسط بالعدل وهو الصراط المستقيم وأقيموا وجوهكم اي ذؤاتكم بمنعها عن الميل إلى أحد طرفي الافراط والتفريط عند كل مسجد أي مقام سجود أو وقته والسجود عندهم كما قاله البعض أربعة أقسام سجود الانقياد والطاعة وإقامة الوجه عنده بالاخلاص وترك الالتفات إلى السوى ومراعاة موافقة الأمر وصدق النية والامتناع عن المخالفة في جميع الأمور وسجود الفناء في الافعال وإقامة الوجه عنده بان لايرى مؤثرا غير الله تعالى أصلا وسجود الفناء في الصفات وإقامة الوجه عنده بأن لايكره شيئا من غير أن يميل إلى الافراط بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا التفريط بالتسخيط على المخالف والتعيير له والاستخفاف به وسجود الفناء في الذات وإقامة الوجه عنده بالغيبة عن البقية والانطماس بالكلية والامتناع عن إثبات الانية والاثنينية فلا يطغى بحجاب الانية ولا يتزندق بالاباحة وترك الاطاعة .
وادعوه مخلصين له الدين بتخصيص العمل لله سبحانه أو برؤية العمل منه أو به جل شأنه كما بدأكم أظهركم بافاضة هذه التعينات عليكم تعودن اليه أو كما بدأكم لطفا أو قهرا تعودون اليه فيعاملكم حسبما بدأكم فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة كما ثبت ذلك في علمه انهم أتخذوا الشياطين من القوى النفسانية الوهمية والتخيلية أولياء من دون الله للمناسبة التامة بين الفريقين ويحسبون أنهم مهتدون لقوة سلطان الوهم يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد فاخلصوا العمل لله تعالى وتوكلوا عليه وقوموا بحق الرضا وتمكنوا في التحقق بالحقيقة ومراعاة حقوق الاستقامة ولكل مقام مقال وكلوا واشربوا ولا تسرفوا بالافراط والتفريط فان العدالة صراط الله تعالى المستقيم .
قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده أي منع عنها وقال : لايمكن التزين بها والطيبات من الررق كعلوم الاخلاص ومقام التوكل والرضا والتمكين قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة الكبرى عن التلون وظهور شيء من بقايا الأفعال والصفات والذات قل إنما حرم ربي الفواحش رذائل