أي لا تجمعنا وإياهم في النار وفي وصفهم بالظلم دون ما هم عليه حينئذ من العذاب وسوء الحال الذي هو الموجب للدعاء إشعار بأن المحذور عندهم ليس نفس العذاب فقط بل ما يؤدي اليه من الظلم وفي الآية على ما قيل إشارة إلى أنه سبحانه لايجب عليه شيء وزعم بعضهم أنه ليس المقصود فيها الدعاء بل مجرد استعظام حال الظالمين وقرأ الأعمش وإذا قلبت أبصارهم وعن ابن مسعود وسالم مثل ذلك .
ونادى أصحاب الأعراف كرر ذكرهم مع كفاية الاضمار لزيادة التقرير وقيل : لم يكتف بالاضمار للفرق بين المراد منهم هنا والمراد منهم فيما تقدم فان المنادي هناك الكل وهنا البعض وفي إطلاق أصحاب الأعراف على اولئك الرجال بناء على أن مآلهم الى الجنة دليل على أن عنوان الصحبة للشيء لا يستدعي الملازمة له كما زعمه البعض رجالا من رؤساء الكفرة كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل حتى رأوهم فيما بين أصحاب النار يعرفونهم بسيماهم بعلامتهم التي أعلمهم الله تعالى بها من سواد الوجه وتشويه الخلق وزرقة العين كما قال الجبائي أو بصورهم التي كانوا يعرفونهم بها في الدنيا كما قال أبو مسلم أو بعلامتهم الدالة على سوء حالهم يومئذ وعلى رياستهم في الدنيا كما قيل ولعله الأولى وأيا ما كان فالجار والمجرور متعلق بما عنده ويفهم من كلام بعضهم وفيه بعد أنه متعلق بنادى والمعنى نادوا رجالا يعرفونهم في الدنيا بأسمائهم وكناهم وما يدعون به من الصفات .
قالوا بيان لنادى أو بدل منه ما أغنى عنكم استفهام للتقريع والتوبيخ ويجوز أن يراد النفي أي ما كفاكم ما أنتم فيه جمعكم أتباعكم وأشياعكم أو جمعكم المال فهو مصدر مفعوله مقدر وما كنتم تستكبرون .
84 .
- أي واستكباركم المستمر عن قبول الحق أو على الخلق وهو الأنسب بما بعده .
وقريء تستكثرون من الكثرة و ما على هذه القراءة تحتمل أن تكون اسم موصول على معنى ما أغنى عنكم أتباعكم والذي كنتم تستكثرونه من الأموال .
ويحتمل عندي أن تكون في القراءة السبعية كذلك والمراد بها حينئذ الأصنام ومعنى استكبارهم