إياهاإياها اعتقادهم عظمها وكبرها أي ما أغنى عنكم جمعكم وأصنامكم التي كنتم تعتقدون كبرها وعظمها .
أهؤلاء الذين أقسمتم لاينالهم الله برحمة من تتمة قولهم للرجال فهو في محل نصب مفعول القول أيضا أي قالوا ما أغنى وقالوا : أهؤلاء والاشارة إلى ضعفاء أهل الجنة الذين كان الكفرة يحتقرونهم في الدنيا ويحلفون أنهم لا يصيبهم الله تعالى برحمة وخير ولا يدخلهم الجنة كسلمان وصهيب وبلال رضي الله تعالى عنهم أو يفعلون ما ينبيء عن ذلك كما قيل ذلك في قوله تعالى : أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال .
ادخلوا الجنة لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون .
94 .
- من كلام أصحاب الاعراف أيضا أي فالتفتوا إلى اولئك المشار اليهم من أهل الجنة وقالوا لهم : دوموا في الجنة غير خائفين ولا محزونين على أكمل سرور وأتم كرامة .
وقيل : هو أمر بأصل الدخول بناء على أن يكون كونهم على الاعراف وقولهم هذا قبل دخول بعض أهل الجنة الجنة .
وقال غير واحد : إن قوله سبحانه : أهؤلاء الخ استئناف وليس من تتمة قول أصحاب الأعراف والمشار اليهم أهل الجنة والقائل هو الله تعالى أو بعض الملائكة والمقول له أهل النار في قول وقيل : المشار اليهم هم أهل الأعراف وهم القائلون أيضا والمقول لهم أهل النار و ادخلوا الجنة من قول أهل الاعراف أيضا أي يرجعون فيخاطب بعضهم بعضا ويقول : ادخلوا الجنة ولا يخفى بعده وقيل : لما عير أصحاب الاعراف أصحاب النار أقسم أصحاب النار أن أصحاب الاعراف لايدخلون الجنة فقال الله تعالى أو بعض الملائكة خطابا لأهل النار أهؤلاء الذين أقسمتم لاينالهم الله برحمة مشيرا إلى أصحاب الاعراف ثم وجه الخطاب اليهم فقيل : ادخلوا الجنة الخ وقري ادخلوا ودخلوا بالمزيد المجهول وبالمجرد المعلوم وعليهما فلابد أن يكون لاخوف عليكم الخ مقولا لقول محذوف وقع حالا ليتجه الخطاب ويرتبط الكلام أي ادخلوا أو دخلوا الجنة مقولا لهم لا خوف الخ .
وقريء أيضا أدخلوا بأمر المزيد للملائكة والظاهر أنها تحتاج إلى زيادة تقدير .
ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة بعد أن استقر بكل من الفريقين القرار واطمأنت به الدار : أن أفيضوا أي صبوا علينا شيئا من الماء نستعين به على ما نحن فيه وظاهر الآية يدل على أن الجنة فوق النار أو مما رزقكم الله أي أو من الذي رزقكموه الله تعالى من سائر الأشربة ليلائم الافاضة أو من الاطمعنة كما روي عن السدي وابن زيد ويقدر في المعطوف عامل يناسبه أو يؤول العامل الأول بما يلائم المتعاطفين أو يضمن ما يعمل في الثاني أو يجعل ذلك من المشاكلة ويكون في الآية دليل على نهاية عطشهم وشدة جوعهم وأن ما هم فيه من العذاب لايمنعهم عن طلب أكل وشرب وبهذا رد موسى الكاظم رضي الله تعالى عنه فيما يروى على هرون الرشيد إنكاره أكل أهل المحشر محتجا بأن ما هم فيه أقوى مانع لهم عن ذلك .
واختلف العلماء في أن هذا السؤال هل كان مع رجاء الحصول أو مع اليأس منه حيث عرفوا دوام ما هم فيه وإلى كل ذهب بعض قالوا استئناف مبني على السؤال كأنه قيل : فماذا قالوا فقيل قالوا : في جوابهم : إن الله حرمها على الكافرين .
5 .
- أي منع كلا منها أو منعها منع المحرم عن المكلف فلا سبيل إلى ذلك قطعا ولا يحتمل التحريم على معناه الشائع لأن الدار ليست بدار تكليف الذين اتخذوادينهم الذي أمرهم الله تعالى به أو الذي يلزمهم التدين به لهوا ولعبا فلم يتدينوا به أو فحرموا ماشاءوا واستحلو