منبئامنبئا عن منفعة السامع تبقى مترقبة لورود المؤخر فيتمكن فيها عند الورود فضل تمكن واما تقديم اللام على فلما أنه المنبيء عما ذكر من المنفعة والاعتناء بشأنه أتم والمسارعة إلى ذكره أهم وقيل : إن الجعل متعد إلى مفعولين ثانيهما أحد الظرفين على أنه مستقر قدم على الأول والظرف إما لغو متعلق بالجعل أو بالمحذؤف الواقع حالا من المفعول الأول كما مر واعترض بانه لا فائدة بعتد بها في الاخبار بجعل المعايش حاصلة لهم أو حاصلة في الأرض قليلا ما تشكرون .
1 .
- تلك النعمة الجسيمة وهو تذييل مسوق لبيان سوء المخاطبين وتحذيرهم قال الطيبي : والتذييل بذلك لأن الشكر مناسب لتمكينهم في البلاد والتصرف فيها كما أن التذكر في الجملة السابقة موافق للتمييز بين اتباع دين الحق ودين الباطل وبقية الكلام في هذه الجلة على طرز ما مر في نظيرها فتذكر .
ولقد خلقناكم ثم صورناكم تذكير لنعمة أخرى وتأخيره عن تذكير ما وقع بعده من نعمة التمكن في الأرض إما لأنها فائضة على المخاطبين بالذات وهذ الواسطة وإما للايذان بان كلا منهما نعمة مستقلة والمراد خلق آدم عليه السلام وتصويره كما يقتضيه ظاهر العطف الآتي لكن لما كان مبدأ للمخاطبين جعل خلقه خلقا لهم ونزل منزلته فالتجوز على هذا في ضمير الجمع بجعل آدم عليه السلام كجميع الخلق لتفرعهم عنه أو في الاسناد إد أسند ما لآدم الذي هو الأصل والسبب إلى ما تفرع عنه وتسبب .
وجعل بعضهم الكلام على تقدير المضاف وذهب الامام إلى أنه كناية عن خلق آدم عليه السلام والمعنى خلقنا أباكم آدم عليه السلام طينا غير مصور ثم صورناه أبدع تصوير وأحسن تقويم سار ذلك أيكم وجوز أن يكون التجوز في الفعل والمراد ابتدأنا خلقكم ثم تصويركم بان خلقنا ءآدم ثم صورناه ويعود هذا إلى ابتداء خلق الجنس وابتداء خلق كل جنس بايجاد أول أفراده فهو نظير قوله تعالى : خلق الانسان من طين وعلى هذين الوجهين يظهر وجه العطف بثم في قوله تعالى : ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم وزعم الأخفش أن ثم هنا بمعنى الواو وتعقبه الزجاج بأنه خطأ لا يجيزه الخليل وسيبويه ولا من يوثق بعلمه لأن ثم للشيء الذي يكون بعد المذكور قبله لا غيره وإنما المعنى إنا ابتدأنا خلق آدم عليه السلام من تراب ثم صورناه أي هذا أصل خلقكم ثم بعد الفراغ من أصلكم قلنا الخ وقيل : إن ثم لترتيب الأخبار لا للترتيب الزماني حتى يحتاج إلى توجيه والمعنى خلقناكم يا بني آدم مضغا غير مصورة ثم صورناكم بشق السمع والبصر وسائر الأعضاء كما روي عن يمان أو خلقناكم في أصلاب الرجال ثم صورناكم في أرحام النساء كما روي عن عكرمة ثم نخبركم أنا قلنا للملائكة الخ والى هذا ذهب جماعة من النحويين منهم علي بن عيسى والقاضي أبو سعيد السيرافي وغيرهما وقال الطيبي : يمكن أن تحمل ثم على التراخي في الرتبة لأن مقام الامتنان يقتضي أن يقال : إن كون أبيهم مسجودا للملائكة أرفع درجة من خلقهم وتصويرهم وفيه تلويح إلى شرف العلم وتنبيه للمخاطبين على تحصيل ما فاز به ابوهم من تلك الفضيلة ومن ثم عقب ي البقرة الأمر بالسجود مسئلة التحدي بالعلم .
وعن ابن عباس ومجاهد والربيع وقتادة والسدي أن المعنى خلقنا آدم عليه السلام ثم صورناكم في ظهره ثم قلنا الخ وقد تقدم الكلام في المراد بالملائكة المأمورين بالسجود وكذا الكلام في المراد بالسجود