في الآخرة فيشمل الكلام عذاب الدارين ويأباه ما بعد إباء ظاهرا فانه يدل على أن العذاب في الدنيا وقدر غير واحد في النظم الكريم مضافا أي فجاء أهلها .
وجوز بعضهم الحمل على الاستخدام لأن القرية تطلق على أهلها مجازا ومن الناس من قدر في الأول المضاف أيضا مع أن القرية تتصف بالهلاك وهو الخراب والبيات في الأصل مصدر بات يبيت بيتا وبيتة وبياتا وبيتوتة وذكر الراغب : أن البيات وكذا التبييت قصد العدو ليلا وقال الليث : البيتوتة الدخول في الليل ونصبه على الحال بتأويله ببائتين .
وجوز أن يكون على الظرفية وهو خلاف الظاهر واحتمال النصب على المفعولية له كما زعم أبو البقاء مما لا يلتفت اليه و أو للتنويع وما بعدها عطف على الحال وهو في موضع الحال أيضا وأضمرت فيه الواو كما قال ابن الأنباري لوضوح المعنى ومن أجل أن أو حرف عطف والواو كذلك فاستثقلوا الجمع بين حرفين من حروف العطف فحذفوا الثاني ونقل ذلك عن الفراء أيضا وتعقب بأن واو الحال مغايرة لواو العطف بكل حال وهي قسم من أقسام الواو كواو القسم بدليل أنها تقع حيث لا يمكن أن يكون ما قبلها حالا وكونها للعطف يقتضي أن لا تقع إلا حيث يكون ما قبلها حالا حتى تعطف حالا على حال وقال ابن المنير : إن هذه الواو لابد أن تمتاز عن واو العطف بمزية ألا تراها تصحب الجملة الأسمية بعد الفعلية ولو كانت عاطفة مجردة لاستقبح توسطها بين المتغايرين أو لكان الأفصح خلافه وحيث رأيناها تتوسط والكلام هو الأفصح أو المتعين علمنا امتيازها عن واو العطف وإذا ثبت ذلك فلا غرو في اجتماعهما وإن كان فيها معنى العطف مضافا إلى تلك الخاصية فاما أن تسلبه حينئذ لغناء العاطفة عنها أو تستمر عليه وتجامع أو كما تجامع الواو ولكن في الفصيح لما فيها من زيادة معنى الاستدراك وعلى هذا فالاجتماع ممكن بلا كراهية فلو قلت : سبح الله تعالى وأنت راكع أو وأنت ساجد لكان فصيحا لاخبث فيه ولا كراهة خلافا لأبي حيان مدعيا أن النحويين نصوا على أن الجملة الحالية إذا دخل عليها حرف عطف امتنع دخول واو الحال عليها للمشابهة اللفظية فالمثال على هذا غير صحيح وظاهر كلام الزمخشري أن هذه الواو واو العطف في الأصل ثم استعيرت للحال لما فيها من الربط فقد خرجت عن العطف واستعملت لمعنى آخر لكنها أعطيت حكم أصلها في امتناع مجامعتها لعاطف آخر وعلى هذا يجب أن يحمل كلام ذينك الامامين وهذا مذهب لهما ولمن اتبعهما .
وقال بعض النحاة : إن الضمير هنا مغن عن اضمار الواو والاكتفاء به غير شاذ كما قيل بل هو أكثر من رمل يبرين ومها فلسطين وقد نقل عن الزمخشري الرجوع الى هذا اقول والمألة خلافية وفيها تفصيل ففي البديع الاسمية الحالية لا تخلو من أن تكون من سبب ذي الحال أو أجنبية فان كانت من سببه لزمها العائد والواو تقول : جاء زيد وأبوه منطلق وخرج عمرو ويده على رأسه إلا ما شذ من قولهم : كلمته فوه إلى في وإن كانت أجنبية لزمتها الواو ونابت عن العائد وقد يجمع بينهما نحو قدم عمرو وبشر قام اليه وقد جاءت بلا واو ولا ضمير كما في قوله : ثم انتصينا جبال الصفد معرضة عن اليسار وعن إيماننا جدد فان جبال الصفد معرضة حال بلا واو ولا ضمير : وعن الشيخ عبد القاهر جعل ذلك على قسمين ما يعزمه الواو مطلقا وهو ما إذا صدر بضمير ذي الحال نحو جاء زيد وهو يسرع لأن اعادة ضميره تقتضي أن