نصب باضمار فعله عطفا على تنذر أي وتذكر المؤمنين تذكيرا ومنع الزمخشري فيما نقل عنه العطف بالنصب على محل لتنذر معللا بأن المفعول له يجب أن يكون فاعله وفاعل المعلل واحدا حتى يجوز حذف اللام منه .
ويمكن كما في الكشف أن يقال لا منع من أن يكون التذكير فعل المنزل الحق تعالى إلا أنه يفوت التقابل بين الانذار والتذكير نعم يحتمل الجر بالعطف على المحل أي للانذار والتذكير ويحتمل الرفع على أنه معطوف على كتاب أو خبر مبتدأ محذوف أي هو ذكرى والفرق بين الوجهين على ما في الكشف أن الاول معناه أن هذا جامع بين الأمرين كونه كتابا كاملا في شأنه بالغا حد الأعجاز في حسن بيانه وكونه ذكرى للمؤمنين يذكرهم المبدأ والمعاد والثاني يفيد أن هذا المقيد بكونه كتابا من شأنه كيت وكيت هو ذكرى للمؤمنين ويكون من عطف الجملة على الجملة فيفيد استقلاله بكل من الأمرين وهذا أولى لفظا ومعنى وتخصيص التذكير بالمؤمنين لأنهم المنتفعون به أو للايذان باختصاص الانذار بالكافرين .
وتديم الانذأر لأنه أهم بحسب المقام اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم خطاب لكافة المكلفين والمراد بالموصول الكتاب المنزل اليه صلى الله تعالى عليه وسلم كما روي عن قتادة إلا أنه وضع المظهر موضع المضمر وجعل منزلا اليهم لتأكيد وجوب الاتباع وقيل : المراد به ما يعم الكتاب والسنة فليس من وضع المظهر موضع المضمر وإيثاره لفائدة التعميم وتشميم من أسلوب قول الانمارية هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها وتتميم لشرح الصدر فانه لما شجع أمر الجميع باتباع جميع ما يرسمه ليكون أدعى لانشراح صدره E ورحب ذراعه .
ولا يخفى أن هذا الحمل بعيد نعم يعم السنة بأقسامها الحكم بطريق الدلالة لا بطريق العبارة و من متعلقة بأنزل على أنها لابتداء الغاية مجازا أو بمحذوف وقع حالا من الموصول أو من ضميره في الصلة وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الاضافة إلى ضمير المخاطبين مزيد لطف بهم وترغيب لهم في الامتثال بما أمروا به وتأكيد لوجوبه إثر تأكيد ولا تتبعوا من دون أولياء الضمير المجرور عائد إلى ربكم والجار متعلق بمحذوف وقع حالا من فاعل فعل النهي أي لا تتبعوا متجاوزين ربكم الذي أنزل اليكم ما يهديكم إلى الحق أولياء من الشياطين والكهان بأن تقبلوا منهم ما يلقونه اليكم من الأباطيل ليضلوكم عن الحق بعد إذ جاءكم ويحملوكم على البدع والأهواء الزائغة .
ويجوز أن يكون الجار متعلقا بمحذوف وقع حالا من أولياء قدم عليه لكونه نكرة أي أولياء كائنة غيره تعالى وأن يكون متعلقا بالفعل قبله أي تعدلوا عنه سبحانه إلى غيره ولما كان اتباع ما أنزله سبحانه جل وعلا اتباعا له عز شأنه عقب الأمر السابق بهذا النهي وقيل : الضمير لما أنزل على حذف مضاف في أولياء أي لا تتبعوا من دون ما أنزل أباطيل أولياء وكأنه قيل : ولا تتبعوا من دون دين ربكم دين أولياء وذلك التقدير لأنه لا يحسن وصف المنزل بكونه دونهم وجوز كون الضمير للمصدر أي لا تتبعوا أولياء اتباعا من دون اتباعكم ما أنزل اليكم وفيه بعد .
وقرأ مجاهد تبتغوا بالغين المعجمة من الابتغاء قليلا ما تذكرون .
3 .
- أي تذكرا قليلا أو زمانا قليلا تذكرون لا كثيرا حيث لا تتأثرون بذلك ولا تعملون بموجبه وتتركون الحق وتتبعون غيره فقليلا