ما أحسنه موسى عليه السلام أي أجاده من العلم والشرائع أي زيادة على عمله على وجه التتميم وعن ابن زيد أن المراد تماما على احسان الله تعالى على انبيائه عليهم السلام وظاهره أن الذي موصول حرفي وقد قيل به في قوله تعالى : وخضتم كالذي خاضوا وضمير أحسن حينئذ لله تعالى ومثله في ذلك ما نقل عن الجبائي من أن المراد على الذي أحسن الله تعالى به على موسى عليه السلام من النبوة وغيرها وكلاهما خلاف ظاهر وعن ابي مسلم أن المراد بالموصول ابراهيم عليه السلام وهو مبني على مازعمه من اتصال الآية بقصة ابراهيم عليه السلام .
وقرأ يحيى بن يعمر أحسن بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف و الذي وصف للدين أو للوجه يكون عليه الكتب أي تماما على الدين الذي هو أحسن دين وأرضاه أو ءاتينا موسى الكتاب تاما كاملا على الوجه الذي هو احسن ما يكون عليه الكتب والاحسنية بالنسبة الى غير دين الاسلام وغير ما عليه القرءان .
وتفصيلا لكل شيء أي بيانا مفصلا لكل ما يحتاج اليه في الدين ولا دلالة فيه على أنه لا اجتهاد في شريعة موسى عليه السلام خلافا لمن رعم ذلك فقد ورد مثله في صفة القرءان كقوله تعالى في سورة يوسف عليه السلام : وتفصيل كل شيء بالمكلفين والكلام في هذه المعطوفات كالكلام في المعطوف عليه من احتمال العلية والمصدرية والحالية والظاهر اشتمال الكتاب على التفصيل حسبما أخبر الله تعالى إلى أن حرفه أهله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لما ألقى موسى عليه السلام الألواح بقي الهدى والرحمة وذهب التفصيل لعلهم أي بني اسرائيل المدلول عليهم بذكر موسى عليه السلام وايتاء الكتاب ولا يجوز عود الضمير على الذي بناء على الجنسية أو على ما قال الفراء لأنه لا يناسب قوله سبحانه : بلقاء ربهم يؤمنون .
401 .
- بل كان المناسب حينئذ أن يقال : لعلهم يرحمون مثلا والجار والمجرور متعلق بما بعده قدم لرعاية الفواصل والمراد من اللقاء قيل الجزاء وقيل : الرجوع إلى ملك الرب سبحانه وسلطانه يوم لا يملك أحد سواه شيئا وعن ابن عباس المعنى كي يؤمنوا بالبعث ويصدقوا بالثواب والعقاب .
وهذا الذي تليت عليكم أوامره ونواهيه أي القرآن كتاب عظيم الشأن لا يقادر قدره أنزلناه بواسطة الروح الأمين مشتملا على فوائد الفنون الدينية والدنيوية التي فصلت عليكم طائفة منها والجملة صفة كتاب وقوله سبحانه : مبارك أي كثير الخير دينا ودنيا صفة أخرى وإنما قدمت الأولى عليها مع أنها غير صحيحة لأن الكلام مع منكري الانزال وجوز أن يكون هذا وما قبله خبرين عن اسم الاشارة أيضا والفاء في قوله تعالى : فاتبعوه لترتيب ما بعدها على ما قبلها فان عظم شأن الكتاب في نفسه وصفته موجب لاتباعه أي فاعملوا بما فيه أو امتثلوا أوامره واتقوا مخالفته أو نواهيه لعلكم ترحمون .
551 .
- أي لترحموا جزاء ذلك وقيل : المراد اتقوا على رجاء الرحمة أو أتقوا ليكون الغرض بالتقوى رحمة الله تعالى .
أن تقولوا علة لمقدر دل عليه أنزلنا المذكور وهو العامل فيه لا المذكور خلافا للكسائي لئلا يلزم