والنهي على الأمر لقول أمريء القيس : .
لا تهلك أسى وتجمل .
ولا نعلم في هذا خلافا بخلاف الجمل المتباينة بالخبر والاستفهام والانشاء فان في جواز العطف فيها خلافا مشورا اه وأنت تعلم أن العطف على تعالوا في غاية البعد ولا ينبغي الالتفات اليه وما ذكره من الحذف وجعل التفسير للمحذوف والمنطوق لا يخلوا عن حسن ونقل الطبرسي جواز كون أن لا تشركوا بتقدير اللام على معنى أبين لكم الحرام لأن لا تشركوا لأنهم إذا حرموا ما أحل الله فقد جعلوا غير الله تعالى في القبول منه بمنزلة الله سبحانه وصاروا بذلك مشركين ولا ينبغي تخريج كلام الله تعالى على مثل ذلك كما لا يخفى ثم ءاتينا موسى الكتاب كلام مسوق من جهته تعالى تقريرا للوصية وتحقيقا لها وتمهيدا لما تعقبه من ذكر انزال القرآن المجيد كما ينبيء عنه تغيير الاسلوب بالالتفات إلى التكلم معطوف على مقدر يقتضيه المقام ويستدعيه النظام كأنه قيل بعد قوله سبحانه : ذلكم وصاكم به بطريق الاستئناف تصديقا له وتقريرا لمضمونه فعلنا ذلك ثم آتينا الخ وإلى هذا ذهب شيخ الاسلام قدس الله سره وقيل : عطف على ذلكم وصاكم به وعن الزجاج أنه عطف على معنى التلاوة كأنه قيل : قل تعالوا أتل عليكم ما حرم ربكم عليكم ثم أتل عليهم ما آتاه الله تعالى موسى عليه السلام وقيل : عطف على قل وفيه حذف أي قل تعالوا ثم قل آتينا موسى الكتاب .
وعن أبي مسلم واستحسنه المغربي أنه متصل بقوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام : ووهبنا له اسحق ويعقوب وذلك أنه سبحانه عد نعمته عليه بما جعل في ذريته من الانبياء عليهم السلام ثم عطف عليه بذكر ما أنعم عليه بما آتى موسى عليه السلام من الكتاب والنبوة وهو أيضا من ذريته والكل كما ترى وان اختلف مراتبه في الوهن وثم كما قال الفراء للترتيب الاخباري كما في نحو بلغني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت اليوم أعجب وتعقبه ابن عصفور بأنه ليس بشيء لأن ثم تقتضي تأخر الثاني عن الاول بمهلة ولا مهلة في الاخبارين فلابد من الرجوع إلى أنها انسلخ عنها معنى الترتيب أو أنه ترتيب رتبي كما يشير اليه قوله أعجب في المثال وهو هنا ظاهر لأن إيتاء التوراة المشتملة على الاحكام والمنافع الجمة أعظم من هذه الوصية المشهورة على الالسنة وبعضهم وجه الترتيب الاخباري المستدعي لتأخر الثاني عن الاول بأن الالفاظ المنقضية تنزل منزلة البعيد وقيل : إنه باعتبار توسط جملة لعلكم تتقون بين المتعاطفين .
وقال بعضهم : إن ثم هنا بمعنى الواو وقد جاء ذلك كثيرا في الكتاب تماما للكرامة والنعمة وهو في موقع المفعول له وجاز حذف اللام لكونه في معنى اتماما وجوز أبو البقاء أن يكون مصدرا لقوله آتينا من معناه لأن ايتاء الكتاب اتمام للنعمة كأنه قيل : أتممنا النعمة اتماما فهو كنباتا في قوله تعالى والله أنبتكم من الأرض نباتا وأن يكون حالا من الكتاب أي تاما على الذي أحسن أي من أحسن القيام به كائنا من كان فالذي للجنس ويؤيده قراءة عبد الله على الذين أحسنوا وقراءة الحسن على المحسنين وعن الفراء ان الذي هنا مثلها في قوله : ان الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد وكلام مجاهد محتمل للوجهين أو على الذي أحسن تبليغه وهو موسى عليه السلام أو تماما على