وقال مجاهد : إشارة إلى البحائر والسوائب فان شهدوا أي أولئك الشهداء المعرفون بالباطل بعد ما حضروا بان الله حرم هذا فلا تشهدوا معهم أي فلا تصدقهم فانه كذب بحت وبين لهم فساده لأن تسليمه منهم موافقة لهم في الشهادة الباطلة والسكوت قد يشعر بالدضا وإرادة هذا المعنى من لاتشهد إما على سبيل الاستعارة التبعية أو المجاز المرسل من ذكر اللازم وارادة الملزوم لأن الشهادة من لوازم التسليم أو الكناية أو هو من باب المشاكلة ومن الناس من زعم أن ضمير شهدوا للمشركين أي فان لم يجدوا شاهدا يشهد بذلك فشهدوا بأنفسهم لأنفسهم فلا تشهد وهو في غاية البعد وأبعد منه بل هو للفساد أقرب قول من زعم أن المراد هلم شهداءكم من غيركم فان لم يجدوا ذلك لأن غير العرب لا يحرمون ما ذكر وشهدوا بأنفسهم فلا تصدقهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا من وضع المظهر موضع المضمر للايماء إلى أن مكذب الآيات متبع الهوى لا غير وان متبع الحجة لا يكون إلا مصدقا بها والخطاب قيل لكل من يصلح له وقيل : لسيد المخاطبين والمراد أمته .
والذين لا يؤمنون بالآخرة كعبدة الاوثان عطف على الموصول الأول بطريق عطف الصفة على الصفة مع اتحاد الموصوف فان من يكذب بآياته تعالى لا يؤمن بالآخرة وبالعكس وزعم بعضهم أن المراد بالموصول الأول المكذبون مع الاقرار بالآخرة كأهل الكتابين وبالموصول الثاني المكذبون مع انكار الآخرة ولا يخفى ما فيه وهم بربهم يعدلون .
51 .
- أي يجعلون له عديلا أي شريكا فهو كقوله تعالى : هم به مشركون وقيل : يعدلون بأفعاله عنه سبحانه وينسبونها إلى غيره D لكن على أن مدار النهي الجمع المذكور بل على أن أولئك جامعون لها متصفون بها وقيل : الجملة في موضع الحال من ضمير لايؤمنون قل تعالوا أمر له صلى الله عليه وسلّم بعد ما ظهر بطلان ما ادعوا أن يبين لهم من المحرمات ما يقتضي الحال بيانه على الأسلوب الحكيم إيذانا بأن حقهم الاجتناب عن هذه المحرمات وأما الأطعمة المحرمة فقد بينت فيما تقدم وتعال أمر من التعالي والأصل فيه أن يقول من هو في مكان عال لمن هو أسفل منه ثم اتسع فيه بالتعميم واستعمل استعمال المقيد في المطلق مجازا ويحتمل هنا كما قيل أن يكون على الأصل تعريضا لهم بأنهم في حضيض الجهل ولو سمعوا ما يقال لهم بأنهم في حضيض الجهل ولو سمعوا ما يقال لهم ترقوا إلى ذروة العلم وقنة العز .
وقوله سبحانه : أتل جواب الأمر أي ان تأتوني أتل وما في قوله تعالى : ما حرم ربكم إما موصولة والعائد محذوف أي أقرأ الذي حرمه ربكم أي الآيات المشتملة عليه أي تحريمه والمراد الآية الدالة عليه وهي في الاحتمالين في موضع نصب على المفعولية لأتل وجوز أن تكون استفهامية فهي في موضع نصب على المفعولية لحرم والجملة مفعول أتل لأن التلاوة من باب القول فيصح أن تعمل في الجملة بناء على المذهب الكوفي من أنه تحكى الجملة بكل ما تضمن معنى القول وغيرهم يقدر في ذلك قائلا ونحوه .
والمعنى هنا على الاستفهام تعالوا أقل لكم وأبين جواب أي شيء حرم ربكم وقوله تعالى عليكم متعلق على