للولاة أي لا تأخذوا ما ليس لكم بحق وتضروا أرباب الأموال واختار الطبرسي أنه خطاب للجميع من أرباب الأموال والولاة أي لا يسرف رب المال في الاعطاء ولا الامام في الأخد والدفع إنه لا يحب المسرفين .
141 .
- بل يبغضهم من حيث إسرافهم ويعذبهم عليه إن شاء جل شأنه ومن الأنعام حمولة وفرشا شورع في تفصيل حال الانعام وإبطال ما تقولوا على الله تعالى في شأنها بالتحريم والتحليل وهو عطف على جنات والجهة الجامعة إباحة الانتفاع بهما والجار والمجرور متعلق بانشاء والحمولة ما يحمل عليه لا واحد له كالركوبة .
والمراد به ما يحمل الاثقال من الانعام وبالفرش ما يفرش للذبح أو ما يفرش المنسوج من صوفه وشعره ووبره وإلى الأول ذهب أبو مسلم وروي عن الربيع بن أنس وإلى الثاني ذهب الجبائي وقيل : الحمولة للكبار الصالحة للحمل والفرش الصغار الدانية من الأرض مثل الفرش المفروش عليها ولاوي ذلك عن ابن مسعود لكنه رضي الله تعالى عنه خص ذلك بكبار الابل وصغارها وهو أحدى روايات عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وفي رواية أخرى الحمولة الابل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه والفرش الغنم كلوا مما رزقكم الله أي كلوا بعض ما رزقكم الله تعالى وهو الحلال فمن تبعيضية .
والرزق شامل للحلال والحرام والمعتزلة خصوه بالحلال كما تقدم أوائل الكتاب وادعوا أن هذ الآية أحد أدلتهم على ذلك وركبوا شكلا منطقيا أجزاؤه سهلة الحصول تقديره الحرام ليس بمأكول شرعا وهو طاهر والرزق ما يؤكل شرعا لقوله تعالى كلوا مما رزقكم الله فالحرام ليس برزق .
وأنت تعلم أن هذا إنما يفيد لو صدق كل رزق مأكول شرعا والآية لا تدل عليه أما إذا كانت تبعيضية فظاهر وأما ان كانت ابتدائية فلأنه ليس فيها ما يدل على تناول الجميع وقيل معنى الآية استحلوا الأكل مما أعطاكم الله تعالى ولا تتبعوا في أمر التحليل والتحريم بتقليد أسلافكم المجازفين في ذلك من تلقاء أنفسهم المفترين على الله سبحانه خطوات الشيطان أي طرقه فان ذلك منهم باغوائه واستتباعه اياهم إنه لكم عدو مبين .
241 .
- أي ظأهر العداوة فقد أخرج آدم عليه السلام من الجنة وقال : لأحتنكن ذريته الا قليلا أعاذنا الله تعالى والمسلمين من شره انه الرحمن الرحيم .
هذا 0 ومن باب الاشارة في الآيات ويوم يحشرهم جميعا في عين الجمع المطلق قائلا يا معشر الجن اي القوى النفسانية قد استكثرتم من الانس أي من الحواس والأعضاء الظاهرة أو من الصور الانسانية بأن جعلتموهم اتباعكم باغوائكم إياهم وتزيين اللذائذ الجسمانية لهم وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وانتفع كل منا في صورة الجمعية الانسانية بالآخر وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا بالموت أو المعاد على أقبح الهيآت وأسوأ الأحوال قال النار أي نار الحرمان ووجدان الآلام مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله ولا يشاء إلا ما يعلم ولا يعلم سبحانه الشيء إلا على ما هو عليه في نفسه إن ربك حكيم لا يعذبكم إلا بهيئات نفوسكم على ما تقتضيه الحكمة عليم بهاتيك الهيئات فيعذب على حسبها وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا أي نجعل بعضهم ولي بعض أو اليه وقرينه في العذاب بما كانوا يكسبون من المعاصي حسب استعدادهم .
يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم وهي عند كثير من أرباب الاشارة العقول وهي رسل