خاصة ذاتية إلى ذويها مصححة لارسال الرسل الآخر وهي رسل خارجية .
وبعض المعتزلة حمل الرسول في قوله تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا على العقل أيضا وهذه الاسئلة عند بعض المؤولين والأجوبة والشهادات كلها بلسان الحال واظهار الأوصاف ذلك إن لم يكن ربك ملهك القرى أي الأبدان أو القلوب بظلم واهلها غافلون بل ينبهم بالعقل وإرشاده إقامة الحجة ولله تعالى الحجة البالغة ولكل درجات مراتب في القرب والبعد وربك الغني لذاته عن كل ما سواه ذو الرحمة العامة الشاملة فخلق العباد ليربحوا عليه لا ليربح عليهم والغني عند الكثير مشير إلى نعت الجلال وذو الرحمة إلى صفة الجمال إن يشأ يذهبكم لغناه الذاتي عنكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء من أهل طاعته برحمته قل اعملوا على مكانتكم اي جهتكم من الاستعداد إني عامل على مكانتي من ذلك وهو الذي أنشا في قلوب عباده جنات معروشات ككرم العشق والمحبة وغير معروشات وهي الصفات الروحانية التي جبلت القلوب عليها كالسخاء والوفاء والعفة والحلم والشجاعة والنخل أي نخل الايمان والزرع أي زرع إرادات الأعمال الصالحة والزيتون أي زيتون الاخلاص والرمان أي رمان شجر الالهام وقيل : في كل غير ذلك وباب التأويل واسع كلوا من ثمره وهو المشاهدات والمكاشفات إذا أثمر وآتوا المريدين حقه وهو الارشاد والموعظة الحسنة يوم حصاده أو أن وصولكم فيه إلى مقام التمكين والاستقامة ولا تسرفوا بالكتمان عن المستحقين أو بالشروع في الكلام في غير وقته والدعوة قبل قبل أوانها إنه لا يجب المسرفين لا يرتضي فعلهم ومن الأنعام اي قوى الانسان حمولة ما هو مستعد لحمل الامانة وتكاليف الشرع وفرشا ما هو مستعد لاصلاح القلب وقيام البشرية كلوا مما رزقكم الله وهو مختلف فرزق القلب هو التحقيق من حيث البرهان ورزق الروح هو المحبة بصدق التحرز عن الاكوان ورزق السر هو شهود العرفان بلحظ العيان ولا تتبعوا خطوات الشيطان بالميل الى الشهوات الفانية والاحتجاب السوى إنه لكم عدو مبين يريد أن يحجبكم عن مولاكم والله تعالى الموفق لسلوك الرشاد .
ثمانية أزواج الزوج يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والانثى في الحيوانات المتزاوجة ويطلق على مجموعهما والمراد به هنا الأول وإلا كانت أربعة وايرادها بهذا العنوان وهذا العدد أوفق لما سيق له الكلام وثمانية عل ما قاله الفراء واختاره غير واحد من المحققين بدل من حمولة وفرشا منصوب بما نصبهما وهو ظأهر على تفسير الحمولة والفرش بما يشمل الأزواج الثمانية أما لو خص ذلك بالابل ففيه خفاء .
وجوز أن يكون التقدير وأنشأ ثمانية وأنه معطوف على جنات وحذف الفعل وحرف العطف وضعفه أبو البقاء ووجهه لا يخفى وأن يكون مفعولا لكلوا الذي قبله والتقدير كلوا لحم ثمانية أزواج ولا تتبعوا جملة معترضة وان يكون حالا من ما مرادا بها الانعام ويؤول بنحو مختلفة أو متعددة ليكون بيانا للهيئة وهو عند من يشترط في الحال أن يكون مشتقا أو مؤولا به ظاهر وتعقب ذلك شيخ الاسلام بأنه يأباه جزالة النظم الكريم لظهور أنه مسوق لتوضيح حال الانعام بتفصيلها أولا إلى حمولة وفرش ثم تفصيلها إلى ثمانية أزواج حاصلة من تفصيل الأول إلى الابل والبقر وتفصيل الثاني إلى الضأن والمعز ثم