وأنعام أي وهذه أنعام على ما مر .
وقوله سبحانه : لايذكرون اسم الله عليها صفة لانعام مسوق من قبله تعالى تعيينا للموصوف وتمييزا له عن غيره كما في قوله تعالى : وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله في رأي لا أنه واقع في كلامهم المحكي كنظائره كأنه قيل : وأنعام ذبحت على الأصنام فانها التي لا يذكر اسم الله تعالى عليها وإنما يذكر عليها اسم الأصنام وأخرج ابن المنذر وغيره عن أبي وائل أن المعنى لا يحجون عليها ولا يلبون .
وعن مجاهد كانت لهم طائفة من أنعامهم لا يذكرون اسم الله تعالى عليها ولا في شيء من شأنها لا إن ركبوا ولا أن حلبوا ولا ولا إفتراء عليه أي على الله سبحانه وتعالى ونصب افتراء على المصدر إا على أن قولهم المحكي بمعنى الافتراء وإا على تقدير عامل من لفظه أي افتروا افتراء أو على الحال من فاعل قالوا أي مفترين أو على العلة أي للافتراء وهو بعيد معنى و عليه قيل : متعلق بقالوا أو بافتراء المقدر على الاحتمالين الأولين وبافتراء على الاحتمالين الأخيرين ولا يخفى بعد تعلقه بقالوا والذي دعاهم اليه ومنعهم من تعلقه بالمصدر على ما قيل أن المصدر إذا وقع مفعولا مطلقا لا يعمل لعدم تقديره بأن والفعل وفيه نظر لأن تأويله بذلك ليس بلازم لتعلق الجار به فانه مما يكفيه رائحة الفعل .
وجوز أبو البقاء أن يكون الجار متعلقا بمحذؤف وقع صفة لافتراء أي افتراء كائنا عليه سيجزيهم لابد بما كانوا يفترون .
831 .
- أي بسببه أو بدله وأبهم الجزاء للتهويل وقالوا حكاية لفن آخر من فنون كفرهم ما في بطون هذ الأنعام يعنون به أجنة البحائر والسوائب كما وري عن مجاهد والسدي وروى ابن جرير وابن المنذر وغيرهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهم يعنون به الألبان و ما مبتدأ خبره قوله سبحانه : خالصة لذكورنا أي حلال لهم خاصة لا يشركهم فيه أحد من الأناث والتاء للنقل إلى الأسمية أو للمبالغة كراوية الشعر أي كثير الرواية له أو لأن الخالصة مصدر كما قال الفراء كالعافية وقع موقع الخالص مبالغة أو بتقدير ذو وهذا مستفيض في كلام العرب تقول : فلان خالصتي أي ذو خلوصي قال الشاعر : كنت أميني وكنت خالصتي وليس كل أمريء بمؤتمن نعم قيل : مجيء المصدر بوزن فاعل وفاعله قليل وقيل : إن التاء للتأنيث بناء على أن ما عبارة عن الأجنة .
والتذكير في قوله تعالى : ومحرم على أزواجنا أي على جنس أزواجنا وهن الاناث باعتبار اللفظ واستبعد ذلك بأن فيه رعاية المعنى أولا واللفظ ثانيا وهو خلاف المعهود في الكتاب الكريم من العكس وادعى بعض أن له نظائر فيه منها قوله تعالى : كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها إذ أنث فيه ضمير كل اولا مراعاة للمعنى ثم ذكر حملا على اللفظ وقيل : إن ما هنا جار على المعهود من رعاية اللفظ أولا لأن صلة ما جار ومجرور تقدير متعلقة استقر لا استقرت ولا وجه لذلك لأن المتعلق والضمير المستتر فيه لا يعلم تذكيره وتأنيثه حتى يكون مراعاة لأحد الجانبين والذي يقتضيه الانصاف أن الحمل على اللفظ بعد المعنى قليل وغيره أولى ما وجد اليه سبيل وذكر بعضهم أن ارتكاب خلاف المعهود ههنا لا يخلوا عن لطف معنوي ولفظي أما الأول فموافقة