أن الأقرب جعل المشار اليه الكفرة المعهودين باعتبار اتصافهم بصفاتهم والافراد باعتبار الفريق أو المذكور ومحل الكاف والنصب على أنه المفعول الثاني لجعلنا قدم عليه لافادة التخصيص كما في قوله سبحانه : كذلك كنتم من قبل والأول أكابر مجرميها والظرف لغو أي ومثل أولئك الكفرة الذين هم صناديد مكة ومجرميها جعلنا في كل قرية أكابرها المجرمين أي جعلناهم متصفين بصفات المذكورين مزينا لهم أعمالهم مصرين على الباطل مجادلين به الحق ليمكروا فيها أي ليفعلوا المكر فيها اه ولا يخفى بعده .
وتخصيص الأكابر لأنهم أقوى على استتباع الناس والمكر بهم وقريء أكبر مجرميها وهذا تسلية لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .
وقوله سبحانه : ويمكرون الا بأنفسهم اعتراض على سبيل الوعد له E والوعيد للكفرة الماكرين أي وما يحيق غائلة مكرهم إلا بهم وما يشعرون .
321 .
- حال من ضمير يمكرون أي انما يمكرون بانفسهم والحال أنهم ما يشعرون بذلك أصلا بل يزعمون أنهم يمكرون بغيرهم واذا جاءتهم ءاية رجوع الى بيان حال مجرمي أهل مكة بعد ما بين بطريق التسلية حال غيرهم فان العظيمة المنقولة انما صدرت عنهم لا عن سائر المجرمين أي واذا جاءتهم آية بواسطة الرسول E .
قالوا لن نؤمن حتى نؤتي مثل ما أوتي رسل الله قال شيخ الاسلام : قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما حتى يوحى الينا ويأتينا جبريل عليه السلام فيخبرنا أن محمدا E صادق كما قالوا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا وعن الحسن البصري مثله وهذأ كما ترى صريح في أن ماعلق بايتاء ما أوتي الرسل عليهم السلام هو إيمانهم برسول الله صلى الله عليه وسلّم وبما أنزل اليه إيمانا حقيقيا كما هو المتبادر منه عند الاطلاق خلا أنه يستدعي أن يحمل ما أوتي رسل الله على مطلق الوحي ومخاطبة جبريل عليه السلام في الجملة وأن يصرف الرسالة في وقله سبحانه : الله أعلم حيث يجعل رسالته عن ظأهرها وتحمل على رسالة جبريل عليه السلام بالوجه المذكور ويراد بجعلها تبليغها الى المرسل اليه لا وضعها في موضعها الذي هو الرسول ليتأتى كونه جوابا عن اقتراحهم وردا له بأن كون معنى الاقتراح لن نؤمن بكون تلك الآية نازلة من عند الله تعالى الى الرسول E حتى يأتينا جبريل بالذات عيانا كما يأتي الرسل فيخبرنا بذلك ومعنى الرد الله أعلم بمن يليق بارسال جبريل عليه السلام اليه لأمر من الأمور ايذانا بأنهم بمعزل من استحقاق ذلك التشريف وفيه من التمحل ما لا يخفى .
وأنت تعلم أنه لا تمحل في حمل ما أوتي رسل الله على مطلق الوحي بل في العدول عن قول لن نؤمن حتى نجعل رسلا مثلا الى ما في النظم الكريم نوع تأييد لهذا الحمل نعم صرف الرسالة عن ظاهرها وحمل الجعل على التبليغ لا يخلوا عن بعد ولعل الأمر فيه سهل ويفهم من كلام البعض أن مطلق الوحي ومخاطبة جبريل عليه السلام في الجملة وان لم يستدع تلك الرسالة الا أنه قريب من منصبها فيصلح ما ذكر جوابا بدون حاجة الى الصرف والحمل المذكورين وفيه ما فيه وقال مقاتل : نزلت في أبي جهل حين قال : زاحمنا بني مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يوحى اليه والله لا نرضى به ولا نتبعه أبدا حتى يأتينا وحي