كما يأتيه وقال الضحاك : سأل كل واحد من القوم أن يخص بالرسالة والوحي كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله سبحانه : بل يريد كل أمريء منهم أن يؤتى صحفا منشرة قال الشيخ : ولا يخفى ان كل واحد من هذين القولين وان كان مناسبا للرد المذكور لكنه يقتضي أن يراد بالايمان المعلق بايتاء مثل ما أوتي الرسل مجرد تصديقهم برسالته صلى الله عليه وسلّم في الجملة من غير شمول لكافة الناس وأن يكون كلمة حتى في قول اللعين حتى يأتينا وحي كما يأتيه الخ غاية لعدم الرضى لا لعدم الاتباع فانه مقرر على تقديري اتيان الوحي وعدمه فالمعنى لن نؤمن رسالته أصلا حتى نؤتى نحن النبوة مثل ما أوتي رسل الله أوإيتاء مثل إيتاء رسل الله ولا يخفى أنه يجوز أن تكون في كلام اللعين غاية أيضا على أن المراد به مجرد الموافقة وفعل مثل ما يفعله A من توحيد الله تعالى وترك عبادة الأصنام لاقفو الاثر بالائتمار على أن اللعين انما طلب اتيان وحي كما يأتي النبي A وليس ذلك نصا في طلب الاستقلال المنافي للاتباع .
ولعل مراده عليه اللعنة المشاركة في الشرف بحيث لا ينحط عنه E بالكلية ويمكن أن يدعي أيضا أن هؤلاء الكفرة لكون كل منهم أبا جهل بما يقتضيه منصب الرسالة لا يأبون كون الرسولين يجوز أن يبعث أحدهما الى الآخر ويلزم احدهما امتثال أمر الآخر واتباعه وان كان مشاركا له في أصل الرسالة فليفهم وقيل : ان الوليد بن المغيرة قال لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : لو كانت النبوة حقا لكنت أولى بها منك لاني أكبر منك سنا وأكثر مالا وولدا فنزلت هذه الآية وتعقبه الشيخ قدس سره انه لا تعلق له بكلامهم المردود الا أن يراد بالايمان المعلق بما ذكر مجرد الايمان بكون الآية النازلة وحيا صادقا لا الايمان بكونها نالة اليه E فيكون المعنى وإذا جاءتهم آية نازلة إلى الرسول قالوا : لن نؤمن بنزولها من عند الله حتى يكون نرولها الينا لا إليه لانا نحن المستحقون دونه فان ملخص معنى قوله : لو كانت النبوة حقا الخ لو كان ماتدعيه من النبوة حقا لكنت أنا النبي لا أنت وأدا لم يكن الأمر كذلك فليست بحق ومآله تعليق الايمان بحقية النبوة بكون نفسه نبيا .
وأنت تعلم أن اطلاق النبوة وقولهم رسل الله ليس بينهما كمال الملاءمة بحسب الظاهر كما لا يخفى فالحق سقوط هذا القول عن درجة الاعتبار وإن روي مثله عن ابني جريج لما في تطبيقه على ما في الآية من مزيد العناية .
و مثل ما أوتي نصب على أنه نعت لمصدر محذوف وما مصدرية أي حتى نؤتاهاإيتاء مثل إيتاء رسل الله وإضافة الايتاء اليهم منكرون لايتائه E وحيث مفعول لفعل مقدر أي يعلم وقد خرجت عن الظرفية بناء على القول بتصرفها ولا عبرة بمن أنكره والجملة بعدها كما نص عليه أبو علي في كتاب الشعر صفة لها واضافتها إلى ما بعدها حيث استعملت ظرفا وقال الرضي : الأولى أن حيث مضافة ولا مانع من اضافتها وهي اسم إلى الجملة وبحث فيه ولا يجوز فيها هنا عند الكثير أن تكون مجرورة بالاضافة لأن أفعل بعض ما يضاف اليه ولا منصوبة بأفعل نصب الظرف لأن علمه تعالى غير مقيد بالظرف وممن نص على ذلك ابن الصائغ وجوز بعضهم الثاني ورد ما علل به المنع منه بان يجوز جعل تقييد علمه تعالى بالظرف مجازيا باعتبار ما تعلق به بل ذلك أولى من أخراج حيث عن الظرفية فانه إما نادر أو ممتنع .
وجملة الله أعلم الخ استئناف بياني والمعنى أن منصب الرسالة ليس مما ينال بما يزعمونه من كثرة المال وتعاضد الأسباب والعدد وإنما ينال بفضائل نفسانية ونفس قدسية أفاضها الله تعالى بمحض الكرم والجود على من