يحسبهيحسبه الظمآن ماء وهكذأ غالب كلام المعتزلة ونذرهم أي ندعهم في طغيانهم أي تجاوزهم الحد في العصيان يعمهون .
11 .
- أي يترددون متحيرين وهذا عطف على لايؤمنون مقيد بما قيد به أيضا مبين لما هو المراد بتقليب الأفئدة والأبصار معرب عن حقيقته بأنه ليس على ظاهره والجار متعلق بما عنده وجملة يعمهون في موضع الحال من الضمير المنصوب في نذرهم وقريء يقلب ويذر على الغيبة والضمير لله D وقرأ الأعمش وتقلب على البناء للمفعول وإسناده الى أفئدتهم .
هذا ومن باب الاشارة في الآيات واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم قال الجنيد قدس سره : أي أخلصناهم وآويناهم لحضرتنا ودللناهم للاكتفاء بنا عما سوانا ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده وهم أهل السابقة الذين سألوه سبحانه الهداية بلسان الاستعداد الأزلي ولو أشركوا بالميل إلى السوي وهو شرك الكاملين كما أشار إليه سيدي عمر بن الفارض قدس سره بقوله : ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري سهوا حكمت بردتي لحبط عنهم ما كانوا يعملون لعظ ما أتوا به إن الشرك لظلم عظيم فان يكفر بها هؤلاء وهو المحجوبون فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وهم العارفون بالله D الذين هم خزائن حقائق الايمان .
وفي الخبر لا يزال طائفة من أمتي قائمين بأمر الله تعالى لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله سبحانه وهم على ذلك اولئك الذين هدى الله فبهداهم وهو آداب الشريعة والطريقة والحقيقة اقتده أمر له صلى الله عليه وسلّم أن يتصف بجميع ما تفرق فيهم من ذلك الهدى وكان ذلك على ما قيل في منازل الوسائط ولما كحل عيون أسراره بكحل الربوبية جعله مستقلا بذاته مستقيما بحاله وأخرجه من حد الارادة الى حد المعرفة والاستقامة ولذا أمره E باسقاط الوسائط كما يشير إليه قوله سبحانه قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي مع قوله A لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي وقال بعض العارفين ليس في هذا توسيط لأنه أمر بالاقتداء بهداهم لا بهم ونظيره أن اتبع ملة إبراهيم حيث لم يقل سبحانه أن اتبع ابراهيم وما قدروا الله حق قدره أي ما عرفوه حق معرفته إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء أي لم يظهر من عمله وكلامه سبحانه على أحد شيئا وذلك لزعمهم البعد من عباده جل شأنه وعدم امكان ظهور بعض صفاته على مظهر بشري ولو عرفوا لما أنكروا ولا اعتقدوا أنه لا مظهر لكمال علمه وحكمته الا الانسان الكامل بل لو ارتفع الحول عن العين لما رأوا الواحد إثنين وهذا كتاب أنزلناه مبارك لما فيه من اسرار القرب والوصال والتشويق الى الحسن والجمال بل منه تجلي الحق لخلقه لو يعلمون .
مصدق الذي بين يديه من التوراة والانجيل لجمعه الظاهر والباطن على أتم وجه ولتنذر أم القرى وهي القلب ومن حولها من القوى ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا كمن ادعى الكمال والوصول إلى التوحيد والخلاص عن كثرة صفات النفس وزعم أنه بالله D وأنه من أهل الارشاد وهو ليس كذلك أو قال أوحي الي ولم يوح اليه شيء كمن سمي مفتريات وهمه وخياله ومخترعات عقله وفكره وحيا وفيضا من الروح القدسي فتنبأ لذلك أو قال سأنزل مثل ما أنزل الله كمن تفرعن وادعى الألوهية ولو ترى إذ الظألمون وهم هؤلاء الأصناف الثلاثة في غمرات الموت الطبيعي والملائكة باسطوا أيديهم بقبض أرواحهم