257257 - 2 - كالمتقاضي الملظ يقولون أخرجوا أنفسكم تغليظا وتعنيفا عليهم اليوم تجزون عذاب الهون والصغار لوجود صفات نفوسكم وهيآتها المظلمة وتكاثف حجب أنانيتكم وتفرعنكم ولو جئتمونا فرادى أي منفردين مجردين عن كل شيء بالاستغراق في عين جمع الذات كما خلقناكم أول مرة عند أخذ الميثاق .
ان الله فالق الحب أي حبة القلب بنور الروح عن العلوم والمعارف والنوى أي نوى النفس بنور القلب عن الاخلاق والمكارم أو فالق حبة المحبة الأزلية في قلوب المحبين والصديقين ونوى شجر أنوار الأزل في فؤاد العارفين فتثمر بأعمال الزكية والمقامات الشريفة والحالات الرفيعة يخرج الحي من الميت أي العالم به من الجاهل ومخرج الميت من الحي أي الجاهل من العالم أو يخرج حي القلب عن ميت النفس تارة باستيلاء نور الروح عليها ومخرج ميت النفس عن حي القلب أخرى باقباله عليها واستيلاء الهوى وصفات النفس عليه فالق الاصباح أي مظهر أنوار صفاته على صفحات آفاق مخلوقاته أو شاق ظلمة الاصباح بنور الاصباح وذلك لأن بحر العدم كان مملوءا من الظلمة فشقه بأن أجرى فيه جدولا من نوره حتى بلغ السيل الزبى وقال الامام فالق ظلمة العدم بصباح التكوين والايجاد وفالق ظلمة الجمادية بصباح الحياة والعقل والرشاد وفالق ظلمة الجهالة بصباح الادراك وفالق ظلمة العالم الجسماني بتخليص النفس القدسية الى فسحة عالم الافلاك وفالق ظلمة الاشتغال بعالم الممكنات بصباح نور الاستغراق في معرفة مدبر المحدثات والمبدعات وقال بعض العارفين المعنى فالق ظلمة صفات النفس عن القلب باصباح نو شمس الروح وإشراقه عليها وجاعل الليل أي ليل الحيرة في الذات البحت سكنا تسكن اليه أرواح العاشقين كما قال قائلهم : زدني بفرط الحب فيك تحيرا وارحم حشا بلظى هواك تسعرا أو جاعل ظلمة النفس سكن القلب يسكن اليها أحيانا للارتفاق والاسترواح أو سكنا تسكن فيه القوى البدنية وتستقر عن الاضطراب كما قيل والشمس أي شمس تجلي الصفات والقمر أي قمر تجلي الافعال حسبانا أي على حساب الأحوال حيث يعتبر بهما أو شمس الروح وقمر القلب محسوبين في عداد الموجودات الباقية الشريفة معتدا بهما أو على حساب الأوقات والاحوال وهو الذي جعل لكم النجوم أي المرشدين أو نجوم الحواس لتهتدوا بها في ظلمات البر وهو علم الآداب والبحر وهو علم الحقائق أو المعنى لتهتدوا بها في ظلمات بر الأجساد إلى مصالح المعاش وبحر العلوم باكتسابها بها وهو الذي أنشأكم أي أظهركم من نفس واحدة وهي النفس الكلية فمستقر في أرض البدن حال الظهور ومستودع في عين جمع الذات وهو الذي أنزل من السماء ماء أي من سماء الروح ماء العلم فأخرجنا به نبات كل شيء أي كل صنف من الأخلاق والفضائل فأخرجنا منه أي النبات خضرا زينة النفس وبهجة لها نخرج منه أي الخضر حبا متراكبا أي أعمالا مترتبة شريفة ونيات صادقة يتقوى القلب بها ومن النخل أي نخل العقل من طلعها أي من ظهور تعلقها قنوان معارف وحقائق دانية قريبة التناول لظهورها بنور الروح كأنها بديهية وجنات من أعناب وهي أعناب الأحوال والأذواق ومنها تعتصر سلافة المحبة وفي سكرة منها ولو عمر ساعة ترى الدهر عبدا طائعا ولك الحكم والزيتون أي زيتون التفكر والرمان أي رمان الهمم الشريفة والعزائم النفسية مشتبها كما في أفراد نوع واحد وغير متشابه كنوعين وفردين منهما مثلا انظروا إلى ثمره إذا أثمر أي راعوه بالمراقبة عند السلوك وبدأ الحال وينعه وهو كمال عند الوصول بالحضور وجعلوا لله شركاء الجن أي جن الوهم والخيال حيث أطاعوهم