درست لأن فعل المضموم للطبائع والغرائز أي اشتد دروسها و درست على البناء للمفعول بمعنى قرئت أو عفيت وقد صح مجيء عفا متعديا كمجيئه لازما و دارست بتاء التأنيث أيضا والضمير إما اليهود لاشتهارهم بالدراسة أي دارست اليهود محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم وإما للآيات وهو في الحقيقة لاهلها أي دارست أهل الآيات وحملتها محمدا E وهم أهل الكتاب و درست على مجهول فاعل ودرست بالبناء للمفعول والاسناد إلى تاء الخطاب مع التشديد ونسبت الى ابن زيد وادارست مشددا معلوما ونسبت الى ابن عباس وفي رواية أخرى عن أبي درس على اسناده الى ضمير النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أو الكتاب بمعنى انمحى ونحوه ودرسن بنون الاناث مخففا ومشددا و دارسات بمعنى قديمات أو ذات درس أو دروس كعيشة راضية وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هي دارسات ولنبينه عطف على ليقولوا واللام فيه للتعليل المفسر ببيان ما يدل على المصلحة المترتبة على الفعل عند الكثير من أهل السنة ولا ريب في أن التبيين مصلحة مرتبة على التصريف والخلاف في أن أفعال الله تعالى هل تعلل بالاغراض مشهور وقد أشرنا اليه فيما تقدم والضمير للآيات باعتبار التأويل بالكتاب أو للقرآن وإن لم يذكر لكونه معلوما أو لمصدر نصرف كما قيل أو نبين أي ولنفعلن التبيين لقوم يعلمون .
501 .
- فانهم المنتفعون به وهو الوجه في تخصيصهم بالذكر وهم على ماروي عن ابن عباس أولياؤه الذين هداهم إلى سبيل الرشاد ووصفهم بالعلم للايذان بغاية جهل غيرهم وخلوهم عن العلم بالمرة اتبع ما أوحي اليك من ربك أي دم على ما أنت عليه من التدين بما أوحي اليك من الشرائع والاحكام التي عمدتها التوحيد والتعرض لعنوان الربوبية مع الاضافة الى ضميره E من اظهار اللطف به صلى الله عليه وسلّم مالا يخفى والجار والمجرور يجوز أن يكون متعلقا باوحى وأن يكون حالا من ضمير المفعول المرفوع فيه وأن يكون حالا من مرجعه .
وقوله سبحانه لا إله إلا هو يحتمل أن يكون اعتراضا بين المعطوف والمعطوف عليه أكد به إيجاب الاتباع لا سيما في أمر التوحيد وجوز أبو البقاء وغيره أن يكون حالا مؤكدة من ربك أي منفردا في الألوهية وأعرض عن المشركين .
601 .
- أي لا تعتد باقاويلهم الباطلة التي من جملتها ما عكي عنهم آنفا ولا تبال بها ولا تلتفت الى أذاهم وعلى هذا فلا نسخ في الآية وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها منسوخة بآية السيف فيكون الاعراض محمولا على ما يعم الكف عنهم ولو شاء الله عدم اشراكهم ما أشركوا وهذا دليل لأهل السنة على أنه تعالى لا يريد إيمان الكافر لكن لا بمعنى أنه تعالى يمنعه عنه مع توجيهه اليه بل بمعنى أنه تعالى لا يريده منه لسوء اختياره الناشيء من سوء استعداده والجملة اعتراض مؤكد للاعراض وكذأ قوله تعالى : وما جعلناك عليهم حفيظا أي رقيبا مهيمنا من قبلنا تحفظ عليهم أعمالهم وكذا قوله سبحانه وما أنت عليهم بوكيل .
702 .
- من جهتهم تقوم بأمرهم وتدبر مصالحهم وقيل : المراد وما جعلناك عليهم حفيظا تصونهم عما يضرهم وما أنت عليهم بوكيل تجلب لهم ما ينفعهم وعليهم في الموضعين متعلق بما بعده قدم عليه للاهتمام به أو لرعاية الفواصل ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله أي لا تشتموهم ولا تذكروهم