عن صاحبه فاذا فصل جاز تذكيره وهو في باب كان أسهل لأنك لو حذفتها استقل ما بعدها وقيل : إن اسم يكن ضميره تعالى والخبر هو الظرف و صاحبة مرتفع به على الفاعلية لاعتماده على المبتدأ والظرف خبره مقدم و صاحبة مبتدأ والجملة خبر يكون على هذا يجوز أن يكون الاسم ضمير الشأن لصلاحية الجملة حينئذ لأن تكون مفسرة للضمير لا على الأول لأنه كما بين في موضعه لا يفسر إلا بجملة صريحة والاعتراض بأنه إذا كان العمدة في المفسرة مؤنثا فالمقدر ضمير القصة لا الشأن فيعود السؤال ليس بوارد كعدم اللزوم وان توهمه بعضهم وقوله تعالى وخلق كل شيء استئناف لتحقيق ما ذكر من الاستحالة أو حال أخرى مقررة لها أي أن يكون له ولد والحال أنه خلق كل شيء من الموجودات التي من جملتها ما سموه ولدا فكيف يتصور أن يكون المخلوق ولدا لخالقه ويفهم من التفسير الكبير أن من زعم أن لله تعالى شأنه ولدا إن أراد أنه سبحانه أحدثه على سبيل الابداع من غير تقدم نطفة مثلا رد بأن خلقه للسموات والأرض كذلك فيلزم كونهما ولدا له تعالى وهو باطل بالاتفاق وإن أراد ما هو المعروف من الولادة في الحيوانات رد أولا بأنه لا صاحبة له وهي امر لازم في المعروف وثانيا بأن تحصيل الولد بذلك الطريق انما يصح في حق من لا يكون قادرا على الخلق والايجاد والتكوين دفعة واحدة اما من كان خالقا لكل الممكنات وكان قادرا على كل المحدثات فاذا أراد شيئا قال له كن فيكون فيمتنع منه إحداث شخص بطريق الولادة وأن أراد مفهوما ثالثا فهو غير متصور وهو بكل شيء من شأنه أن يعلم كائنا ما كان مخلوقا أو غير مخلوق كما ينبيء عنه ترك الاضمار الى الاظهار عليم .
101 .
- مبالغ في العلم أزلا وأبدا حسبما يعرب عنه العدول الى الجملة الاسمية وحينئذ فلا يخلو إما أن يكون الولد قديما أو محدثا لا جائز أن يكون قديما لأن القديم يجب كونه واجب الوجود لذاته وما كان كذلك كان غنيا عن غيره فامتنع كونه ولدا للغير فتعين كونه حادثا ولا شك أنه تعالى عالم بكل شيء فاما أن يعلم أن له في تحصيل الولد كمالا أو نفعا أو يعلم أنه ليس كذلك فان كان الأول فلا وقت يفرض إلا والداعي الى الايجاد هذا الولد كان حاصلا قبله وهو يوجب كونه أزليا وهو محال وإن كان الثاني وجب أن لا يحدث البتة في وقت من الاوقات وقرر الامام عليه الرحمة الرد بهذه الجملة بوجه آخر أيضا وبعضهم جعل هذه الجملة مع ما قبلها متضمنة لوجه واحد من أوجه الرد والجملة إما حالية أو مستأنفة واقتصر بعضهم على الثاني فقال : إنها استئناف مقرر لمضمون ما قبلها من الدلائل القاطعة ببطلان مقالتهم الشنعاء التي اجترءوا عليها بغير علم والظاهر من هذا أن ما في الآية أدلة قطعية على بطلان مازعمه المختلقون وكلام الامام حيث قال بعد تقرير الوجوه لو أن الاولين والآخرين اجتمعوا على ان يذكروا في هذه المسألة كلاما يساويه أي ما دلت عليه الآية في القوة والكمال لعجزوا عنه وادعى الشهاب أن ما يفهم من ذلك ادلة اقناعية ولعل الاولى القول بأن البعض قطعي والبعض الآخر اقناعي فتدبر ذلكم اشارة الى المنعوت بما ذكر من جلائل النعوت وما فيه من معنى البعد لما مر مرارا والخطاب للمشركين المعهودين بطريق الالتفات .
وذهب الطبرسي أنه لجميع الناس وهو مبتدأ وقوله سبحانه : الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء اخبارا أربعة مترادفة أي ذلك الموصوف بتلك الصفات العظيمة الشأن هو الله المستحق للعبادة خاصة مالك