ولاولا فكر ولا روية فيه بل قالوه عن عمى وجهالة او بغير علم بمرتبة ماقالوه وأنه من الشناعة بالمحل البعيد .
وايا ما كان فالجار والمجرور متعلق بمحذؤف وقع حالا من الواو أو نعت لمصدر مؤكد أي خرقوا ملتبسين بغير علم أو خرقا كائنا بغير علم والمقصود على الوجهين ذمهم بالجهل وقيل إن ذلك كناية عن نفي ما قالوا فان ما لا أصل بله يكون معلوما ولا يقام عليه دليل ولا حاجة اليه إذ نفيه معلوم من جعله اختلاقا وافتراء ومن قوله D سبحانه وتعالى عما يصفون .
100 .
- من أن له جل شأنه شريكا أو ولدا وقد تقدم الكلام في سبحان وما يفيده من المبالغة في التنزيه و تعالى عطف على الفعل المضمر الناصب لسبحان .
وفرق الامام بين التسبيح والتعالي بان الاول راجع إلى أقوال المسبحين والثاني إلى صفاته تعالى الذاتية التي حصلت لذاته سبحانه لا لغيره والمراد بالبنين فيما تقدم ما فوق الواحد أو أن من يجور الواحد يجوز الجمع .
بديع السموات والأرض أي مبدعها وموجدهما بغير آلة ولا مادة ولا زان ولا مكان قاله الراغب وهو كما يطلق على المبدع يطلق على المبدع اسم مفعولومنه قيل بركي بديع وكذلك البدع بكسر الباء يقال لهما .
وقيل : هو اضافة الصفة المشبهة إلى الفاعل للتخفيف بعد نصبه تشبيها لها باسم الفاعل كما هو المشهور أي بديع سمواته وأرضه من بدع إذا كان على نمط عجيب وشكل فائق وحسن رائق أو إلى الظرف كما في قولهم فلان ثبت الغدر أي ثبت في الغدر وهو بغين معجمة ودال وراء مهملتين المكان ذو الحجارة والشقوق ويقولون ذلك إذا كان الرجل ثبتا في قتال أو كلام والمراد من بديع السموات والأرض أنه سبحانه عديم النظير فيهما .
ومعنى ذلك على ما قال بعض المحققين أن ابداعه لهما لا نظير له لأنهما أعظم المخلوقات الظاهرة فلا يرد أنه لا يلزم من نفي النظير فيهما نفيه مطلقا ولا حاجة إلى تكلف أنه خارج مخرج الرد على المشركين بحسب زعمهم أنه لا موجود خارج عنهما واختار غير واحد التفسير الأول والمعنى عليه أنه تعالى مبدع لقطري العالم العلوي والسفلي بلا مادة فاعل على الاطلاق منزه عن الانفعال بالكلية والوالد عنصر الولد منفعل بانتقال مادته عنه فكيف يمكن أن يكون له ولد .
وقريء بديع بالنصب على المدح والجر على أنه بدل من الاسم الجليل أو من الضمير المجرور في سبحانه على رأي من يجوزه وارتفاعه على القراءة المشهورة على ثلاثة أوجه كما قال أبو الباقء الأول أنه خبر مبتدأ محذؤف الثاني أنه فاعل تعالى واظهاره في موضع الاضمار لتعليل الحكم وتوسيط الظرف بينه وبين الفعل للاهتمام ببيانه والثالث أنه مبتدأ خبره قوله سبحانه : أنى يكون له ولد وهو على الأولين جملة مستقلة مسوقة كما قبلها لبيان استحالة ما نسبوه اليه تعالى وتقرير تنزيهه عنه جل شأنه وقوله تعالى : ولم تكن له صاحبة حال مؤكدة للاستحالة المذكورة ضرورة أن الولد لا يكون بلا والدة أصلا وإن أمكن وجوده بلا والد أي من أين وكيف يكون له ولد والحال أنه ليس له صاحبة يكون الولد منها وقرأ إبراهيم النخعي لم يكن بتذكير الفعل وجاز ذلك مع أن المرفوع مؤنث للفصل كما في قوله : لقد ولد الاخيطل أم سوء على قمع استها صلب وشام قال ابن جني : تؤنث الأفعال لتأنيث فاعلها لانهما يجريان مجرى كلمة واحدة لعدم استغناء كل