تعلقتعلق الظرف بجاء وجوز أن يكون متعلقا بمحذوف وقع حالا من الفاعل واللام في قوله سبحانه : للناس اما متعلق بهدى او بمحذوف وقع صفة له أي هدى كائنا للناس والمراد بهم بنو إسرائيل وقيل : هم ومن عداهم ومعنى كونه هدى لهم انه يرشد من وقف عليه بالواسطة أو بدونها إلى ما ينجيه من الايمان بالله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم وقوله تعالى : تجعلونه قراطيس استئناف لا موضع له من الاعراب مسوق لنعي ما فعلوه من التحريف والتغيير عليهم وجوز أن يكون في موضع نصب على الحال كما تقدم أي تضعونه في قراطيس مقطعة وأوراق مفرقة بحذف الجار بناء على تشبيه القراطيس بالظرف المبهم كما قيل .
وقال أبو علي الفارسي : المراد تجعلونه ذا قراطيس وجوز غير واحد عدم التقدير على معنى تجعلونه نفس القراطيس وفيه زيادة توبيخ لهم بسوء صنيعهم كأنهم أخرجوه من جنس الكتاب ونزلوه منزلة القراطيس الخالية عن الكتابة وليس المراد على الأول توبيخهم بمجرد وضعهم له في قراطيس إد كل كتاب لا بد وأن يودع في القراطيس بل المراد التوبيخ على الجعل في قراطيس موصوفة بقوله سبحانه : تبدونها وتخفون كثيرا فالجملة المعطوفة والمعطوف عليها في موضع الصفة لقراطيس والعائد على الموصوف من المعطوفة محذوف أي كثيرا منها والمراد من الكثير نعوت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وسائر ما كتموه من أحكام التوراة كرجم الزاني المحصن وهذا خطاب لليهود بلا مرية وكانوا يفعلون ذلك مع عوامهم متواطئين عليه وهو ظاهر على تقدير أن يكون الجواب السابق لهم لأن مشافهتهم به يقتضي خطابهم ومن جعل ما تقدم للمشركين حمل هذا على الالتفات لخطاب اليهود حيث جرى ذكرهم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو الأفعال الثلاثة بياء الغيبة وضمير الجمع لليهود أيضا إلا أنه التفت عن خطابهم تبعيدا لهم بسبب ارتكابهم القبيح عن ساحة الخطاب ولذا خاطبهم حيث نسب اليهم الحسن في قوله سبحانه : وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم وهذا أحسن كما قيل من الالتفات على القول الأول لأن فيه نقلا من الكلام مع جماعة هم المشركون إلى الكلام مع جماعة أخرى هم اليهود قبل اتمام الكلام الأول لأن اتمامه بقوله سبحانه : قل الله الخ بخلاف الالتفات على القول الثاني والجملة على ما قال أبو البقاء في موضع الحال من فاعل تجعلونه باضمار قد أو بدونه على اختلاف الرأيين وعليه كما قال شيخ الاسلام فينبغي أن يجعل ما عبارة عما أخذوه من الكتاب من العلوم والشرائع ليكون التقييد بالحال مفيدا لتأكيد التوبيخ وتشديد التشنيع لا على ما تلقوه من جهة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم زيادة على ما في التوراة وبيانا لما التبس عليهم وعلى آبائنهم من مشكلاتها حسبما ينطق به قوله تعالى : إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون لأن تلقيهم ذلك ليس مما يزجرهم عما صنعوا بالتوراة فتكون الجملة خالية عن تأكيد التوبيخ فلا تستحق أن تقع موقع الحال بل الوجه حينئذ أن يكون استئنافا مقررا لما قبله من مجيء الكتاب بطريق التكملة والاستطراد والتمهيد لما يعقبه من مجيء القرآن ولا سبيل كما قال إلى جعل ما عبارة عما كتموه من أحكام التوراة كما يفصح عنه قوله تعالى : قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب فان ظهوره وإن كان مزجرة لهم عن الكتم مخافة الافتضاح ومصححا لوقوع الجملة في موقع الحال لكن ذلك مما يعلمه الكاتمون حتما .
وجوز أن تكون الجملة معطوفة على من أنزل الكتاب من حيث المعنى أي قل من أنزل الكتاب ومن