علمكم ما لم تعلموا وفيه بعد وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد أن هذا خطاب للمسلمين وروي عنه أنه قرأ وعلمتم معشر العرب مالم الخ وهو عند قوم اعتراض للامتنان على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم واتباعه بهدايتهم للمجادلة بالتي هي أحسن وقال بعضهم : إن الناس فيما تقدم عام يدخل فيهم المسلمون واليهود و علمتم عطف على تجعلونه والخطاب فيه للناس باعتبار اليهود وفي علمتم لهم باعتبار المسلمين ولا يخفى أنه تكلف .
وقوله سبحانه : قل الله أمر لرسوله صلى الله عليه وسلّم بأن يجيب السؤال السابق عنهم إشارة إلى أنهم ينكرون الحق مكابرة منهم وإشعارا بتعين الجواب وإيذانا بأنهم أفحموا ولم يقدروا على التكلم أصلا والاسم الجليل إا فاعل فعل مقدر أو مبتدأ خبره جملة مقدرة أي أنزله الله والله تعالى أنزله والخلاف في الأرجح من الوجهين مشهور ثم ذرهم أي دعهم في خوضهم أي باطلهم فلا عليك بعد الزام الحجة والقام الحجر يلعبون .
9 .
- في موضع الحال هم الأول والظرف صلة ذرهم أو يلعبون أو حال من مفعول ذرهم أو من فاعل يلعبون .
وجوز أن يكون في موضع الحال من هم الثاني وهو في المعنى فاعل المصدر المضاف اليه والظرف متصل بما قبله إا على أنه لغو أو حال من هم ولا يجوز حينئذ جعله متصلا بيلعبون على الحالية أو اللغوية لأنه يكون معمولا له متأخرا عنه رتبة ومعنى مع أنه متقدم عليه رتبة أيضا لأن العامل في الحال عامل في صاحبها فيكون فيه دور وفساد في المعنى والآية عند بعض منسوخة بآية السيف واختار الامام عدم النسخ لأنها واردة مورد التهديد وهو لا ينافي حصول المقاتلة فلم يكن ورود الآية الدالة على وجوبها رافعا للمدلول فلم يحص النسخ فيه وهذا كتاب أنزلناه تحقيق لانزال القرآن الكريم بعد تقرير إنزال ما يشير به من التوراة وتكذيب لكلمتهم الشنعاء إثر تكذيب وتنكير كتاب للتفخيم وجملة أنزلناه في موضع الرفع صفة به .
وقوله سبحانه مبارك أي كثير الفائدة والنفع لاشتماله على منافع الدارين وعلوم الاولين والآخرين صفة بعد صفة قال الامام : جرت سنة الله تعالى بأن الباحث عن خذا الكتاب المتمسك به يحصل به عز الدنيا وسعادة الآخرة ولقد شاهدنا والحمد لله D ثمرة خدمتنا له في الدنيا فنسأله ان لا يحرمنا سعدة الآخرة إن البر الرحيم وقوله جل وعلا : مصدق الذي بين يديه صفة أخرى والاضافة على ما نص عليه أبو البقاء غير محضة والمراد بالموصول إا التوراة لأنها أعظم كتاب نزل قبل ولأن الخطاب مع اليهود وأما ما يعمها وغيرها من الكتب السماوية وروي ذلك عن الحسن وتذكير الموصول باعتبار الكتاب أو المنزل أو نحو ذلك ومعنى كونها بين يديه أنها متقدمة عليه فان كل ما كان بين اليدين كذلك وتصديقه للكل في إثبات التوحيد والأمر به ونفي الشرك والنهي عنه وفي سائر أصول الشرائع التي لا تنسخ .
ولتنذر أم القرى قيل : عطف على ما دل عليه صفة الكتاب كأنه قيل : أنزلناه للبركات وتصديق ما تقدمه والانذار واختار العلامة الثاني كونه عطفا على صريح الوصف أي كتاب مبارك وكائن للانذار وادعى أنه لا حاجة مع هذا إلى ذلك التكلف فان عطف الظرف على المفرد في باب الخبر والصفة كثير ودعوى أن الداعي اليه عرو تلك الصفات السابقة عن حرف العطف واقتران هذا به تستدعي القول بأن الصفات