وجعله بعضهم عطفا على نوحا ومن واقعة موقع المفعول به مؤولا ببعض واعتبار البعضية لما أن منهم من لم يكن نبيا ولا مهديا قيل وهذا في غير الآباء لأن آباء كلهم مهديون موحدون وأنت تعلم أن هذا مختلف فيه نظرا إلى ءاباء نبينا صلى الله عليه وسلّم وكثير من الناس من وراء المنع فما ظنك بآباء غيره من الأنبياء عليهم السلام .
ولا يخفى إضافة الآباء والابناء والاخوان إلى ضميرهم لا يقتضي أن يكون لكل منهم أب أو ابن أو أخ فلا تغفل واجتبيناهم عطف على فضلناهم أي اصطفيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم .
78 .
- تكرير للتأكيد وتمهيد لبيان ما هدوا إليه ولم يظهروا له السر في ذكر هؤلاء الأنبياء العظام عليهم من الله تعالى أفضل الصلاة وأكمل السلام على هذا الأسلوب المشتمل على تقديم فاضل على أفضل ومتأخر بالزمان على متقدم به وكذا السر في التقرير أولا بقوله تعالى وكذلك نجزي الخ وثانيا بقوله سبحانه : وكل من الصالحين والله تعالى أعلم بأسرار كلامه .
ذلك أي الهدى إلى الطريق المستقيم أو ما يفهم من النظم الكريم من مصادر الأفعال المذكورة أو ما دانوا به وما في ذلك معنى البعد لما مر مرارا هدى الله الأضافة للتشريف يهدي به من يشاء هدايته من عباده وهم المستعدون لذلك وفي تعليق الهداية بالموصول إشارة إلى علية مضمون الصلة ويفيد ذلك أنه تعالى متفضل بالهداية ولو أشركوا أي اولئك المذكوري المذكورون لحبط أي لبطل وسقط عنهم من فضلهم وعلو شأنهم ما كانوا يعملون .
88 .
- اشارة الى المذكورين من الانبياء الثمانية عشر والمعطوفين عليهم عليهم السلام باعتبار اتصافهم بما ذكر من الهداية وغيرها من النعوت الجليلة كما قيل واقتصر الامام على المذكورين من الأنبياء وعن ابن بشير قال : سمعت رجلا سأل الحسن عن اولئك فقال له : من في صدر اةية وهو مبتدأ خبره قوله سبحانه : الذين ءاتيناهم الكتاب أي جنسه والمراد بايتائه التفهيم التام لما فيه من الحقائق والتمكين من الاحاطة بالجلائل والدقائق أعم من أن يكون ذلك بالانزال ابتداء وبالايراث بقاء فان ممن ذكر من لم ينزل عليه كتاب معين : والحكم أي فصل الأمر بين الناس بالحق او الحكمة وهي معرفة حقائق الأشياء والنبوة فسرها بعضهم بالرسالة وعلل بأن المذكورين هنا رسل لكن في المحاكمات لمولانا احمد بن حيدر الصفوي أن داود عليه السلام ليس برسول وإن كان له كتاب ولم أجد في ذلك نصا وذهب بعضهم إلى أن يوسف بن يعقوب عليه السلام ليس برسول أيضا ويوسف في قوله تعالى : ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ليس هو يوسف بن يعقوب عليهما السلام وإنما هو يوسف بن افراثيم بن يوسف بن يعقوب وهو غريب وأغرب منه بأنه كان من الجن رسولا إليهم وقال الشهاب : قد يقال انما ذكر الأعم في النظم الكريم لأن بعض من دخل في عموم آبائهم وذرياتهم ليسوا برسل فان يكفر بها أي بهذه الثلاثة أو النبوة الجامعة للباقين هؤلاء أي أهل مكة كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقتادة مع دلالة الاشارة والمقام على ما قيل وقيل : المراد بهم الكفار الذين جحدوا بنبوته صلى الله تعالى