إلىإلى الاخفى وقيل : إن القوم كانوا يعبدون الكواكب فاتخذؤا لكل كوكب صنما من المعادن المنسوبة اليه كالذهب للشمس والفضة للقمر ليتقربوا اليها فكان الصنم كالقبلة لهم فأنكر أولا عبادتهم للاصنام بحسب الظاهر ثم أبطل منشآتها وما نسبت إليه من الكواكب بعدم استحقاقها لذلك أيضا ولعلهم كانوا يعتقدون تأثيرها إستقلالا دون تأثير الأصنام ولهذا تعرض لبطلان الالهية في الأصنام والربوبية فيها وقرأ أبو عمرو وورش من طريق البخاري رأى بفتح الراء وكسر الهمزة حيث كان وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويحيى عن أبي بكر رأئى بسر الراء والهمزة فلما أفل أي عرب : قال لا أحب الآفلين .
67 .
- اي الأرباب المنتقلين من مكان إلى مكان المتغيرين من حال إلى حال ونفي لمحبة قيل إشارة إلى نفي اعتقاد الربوبية .
الكلام مضافا أي لا أحب عبادة الآفلين وأيا ما كان فمبتدأ الاشتقاق علة للحكم لأن الأقوال انتقال واحتجاب وكل منها ينافي استحقاق الربوبية والألوهية التي هي من مقتضيات الربوبية لاقتضاء ذلك الحدوث والامكان المستحيلين على الرب المعبود القديم فلما رأى القمر بازغا أي مبتدأ في الطلوع منتشر الضوء ولعله كما قال الازهري مأخوذ من البزغ وهو الشق كأنه بنوره يشق الظلمة شقا ويقال بزغ الناب إذا ظهر وبزغ البيطار الدابة إذا أسال دمها ويقال : بزغ الدم أي سال وعلى هذا فيمكن أن يكون بزوغ القمر مشبها بما ذكر وكلام الراغب صريح فيه وظاهر الآية أن هذه الرؤية بعد غروب الكواكب .
وقوله سبحانه : قال هذا ربي جواب لما وهو على طرز الكلام السابق فلما أفل كما أفل الكوكب قال لئن لم يهدني ربي الى جنابة الحق الذي لا محيد عنه لأكونن من القوم الضالين .
77 .
- فان شيئا مما زايته لا يصلح للربوبية وهذا مبالغة منه عليه السلام في النصفة وفيه كما قال الزمخشري تنبيه لقومه على أن من اتخذ القمر إلها وهو نظير الكواكب في الأفول فهو ضال والتعريض بضلالهم هنا كما ابن المنير أصرح وأقوى من قوله أولا لا أحب الآفلين وإنما ترقى عليه السلام إلى ذلك لأن الخصوم قد قامت عليهم بالاستدلال الاول حجة فانسوا بالقدح في معتقدهم ولو قيل هذا في الاول فلعلهم كانوا ينفرون ولا يصغون الى الاستدلال فما عرض عليه السلام بانهم على ضلالة إلا بعد أن وثق باصغائهم إلى تمام المقصود واستماعهم له إلى آخره والدليل على ذلك أنه صلى الله تعالى عليه وسلم ترقى في النوبة الثالثة إلى التصريح بالبراءة منهم والتصريح بأنهم على شرك حين تم قيام الحجة عليهم وتبلج الحق وبلغ من الظهور غايةته .
وفي هذه الجملة دليل من غير وجه على أن استدلاله عليه السلام ليس لنفسه بل كان محاجة لقومه وكذا ما سيأتي .
وحمل هذا على أنه E استعجز نفسه فاستعان بربه D في درك الحق وما سيأتي على أنه إشارة الى حصول اليقين من الدليل خلاف الظاهر جدا على أنه قيل : إن حصول اليقين من الدليل لا ينافي المحاجة مع القوم ثم الظاهر على ما قال شيخ الاسلام أنه عليه السلام كان إذا ذاك في موضع كان في جانبه الغربي جبل شامخ يستتر به الكوكب والقمر وقت الظهر من النهار أو بعده بقليل وكان الكوكب قريبا منه وافقه الشرقي مكشوف أولا وإلا فطلوع القمر بعد أفول الكوكب ثم أفوله قبل طلوع الشمس كما