ولعل إيرادهم بهذا العنوان للايذان بكمال سوء حالهم فان تكذيبهم بذلك مع كونهم من قومه E مما يقضي بغاية عتوهم ومكابرتهم وتقديم الجار والمجرور على الفاعل لما مر مرارا .
وهو الحق أي الكتاب الصادق في كل ما نطق به لا ريب فيه أو المتحقق الدلالة أو الواقع لا محالة والواو حالية والجملة بعدها في موضع الحال من الضمير المجرور وقيل : الواو استئنافية وبعدها مستأنفة وأيا ما كان ففيه دلالة على عظم جنايتهم ونهاية قبحها قل لست عليكم بوكيل .
66 .
- أي بموكل فوض أمركم إلى أحفظ أعمالكم لاجازيكم بها إنما أنا منذر ولم آل جهدا في الانذار والله سبحانه هو المجازي قال الحسن .
وقال الزجاج : المراد اني لم أومر بحربكم ومنعكم عن التكذيب وفي معناه ما نقل عن الجبائي والآية على وري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما منسوخة بآية القتال ولا بعد في ذلك على المعنى الثاني .
لكل نبأ أي لكل ينبأ به من الأنباء التي من جملتها عذابكم أو لكل أو لكل خبر من الأخبار التي من جملتها خبر مجيئه مستقر أي وقت الاستقرار ووقوع البتة أو وقت استقراره بوقوع مدلوله وليس مصدر اميميا .
وسوف تعلمون .
76 .
- أي حال نبئكم في الدنيا أو في الآخرة أو فيها معا وسوف للتأكيد .
وإذا رأيت الذين يخوضون في ءاياتنا بالتكذيب والاستهزاء بها والطعن فيها كما هو دأب قريش وديدنهم في أنديتهم وهم المراد بالموصول وعن مجاهد أهل الكتاب فان ديدنهم ذلك أيضا ولذا أتي باذا الدالة على التحقيق وهذا بخلاف النسيان الآتي وأصل الخوض من خاض القوم في الحديث وتخاوضوا إذا تفاوضوا فيه وقال الطبرسي : الخوض التخليط في المفاوضة على سبيل العبث واللعب وترك التفهم والتبيين وقال بعض المحققين : أصل معنى الخوض عبور الماء استعير للتفاوض في الأمور وأكثر ماورد في القرآن للذم فأعرض عنهم أي اتركهم ولا تجالسهم حتى يخوضوا في حديث أي كلام غيره أي غير آياتنا والتذكير باعتبار كونها حديثا فان وصف الحديث بمغايرتها مشير إلى اعتبارها بعنوان الحديثية وقيل : باعتبار كونها قرآنا والمراد بالخوض هنا التفاوض لا بقيد التكذيب والاستهزاء وادعى بعضهم أن المعنى حتى يشتغلوا بحديث غيره وأن ذكر يخوضوا للمشاكلة واستظهر عود الضمير إلى الخوض واستدل بعض العلماء بالآية على أن إذا تفيد التكرار لحرمة القعود مع الخائض كلما خاض ونظر فيه بأن التكرار ليس من إذا بل من ترتب الحكم على مأخذ الاشتقاق .
واستدلال بعض الحشوية بها على النهي عن الاستدلال والمناظرة في ذات الله تعالى وصفاته زاعما أن ذلك خوض في آيات الله تعالى مما لا ينبغي أن يلتفت اليه وإما ينسينك الشيطان بأن يشغلك فتنسى الأمر بالاعراض عنهم فتجالسهم ابتداء أو بقاء وهذا على سبيل الفرض إذ لم يقع وأنى للشيطان سبيل إلى اشغال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولذا عبر بأن الشرطية المزيدة ما بعدها .
وذهب بعض المحققين أن الخطاب هنا وفيما قبل لسيد المخاطبين E والمراد غيره وقيل : لغيره ابتداء أي إذا رأيت أيها السامع وان أنساك أيها السامع والمشهور عن الرافضة اختيار أن النبي A