وقوله سبحانه في ظلمات الأرض متعلق بمحذوف وقع صفة لحبة مفيدة لكمال ظهور علمه تعالى : والمراد من ظلمات الأرض بطونها وكنى بالظلمة عن البطن لأنه لا يدرك فيه كما لا يدرك في الظلمة وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المراد ظلمات الأرض ما تحت الصخرة في أسفل الأرضين السبع أو تحت حجر أو شيء وقوله تعالى : ولا رطب ولا يابس عطف على ورقة أيضا داخل معها في حكمها والمراد بالرطب واليابس رطب ويابس من شأنهما السقوط كالثمار مثلا لاقتضاء العطف ذلك وقوله سبحانه إلا في كتاب مبين .
95 .
- كالتكرير لقوله سبحانه إلا يعلمها لأن معناها واحد في المآل سواء أريد بالكتاب المبين علمه تعالى أو اللوح المحفوظ الذي هو محل معلوماته سبحانه وإلى هذا ذهب الزمخشري وأراد كما قال السعد : أنه تكرير من جهة المعنى وأما من جهة اللفظ فهو صفة للمذكورات كما أن إلا يعلمها صفة لورقة وأورد عليه بأن صفة شيء كيف تكون تكريرا لصفة شيء آخر معنى وأجيب بانه غير وارد لأن الورقة داخلة في الرطب واليابس فلا تغاير بحسب المعنى فيصح ما ذكر وقيل : إنه بدل من الاستثناء الأول بدل الكل إن فسر الكتاب بالعلم وبدل الاشتمال ان فسر باللوح وفيه تأمل وقريء ولا حبة ولا رطب ولا يابس بالرفع على العطف على محل ورقة وخص بعضهم هذه القراءة بالأخيرين .
وجوز أن يكون الرفع على الابتداء والخبر الا في كتاب قيل وهو الأنسب بالمقام لشمول الرطب واليابس حينئذ لما ليس من شأنه السقوط وقد جعلهما غير واحد شاملين لجميع الأشياء لأن الأجسام كلها لا تخلوا من أن تكون رطبة أو يابسة ويدخل في ذلك الحار والبارد والمراد من كل معناه اللغوي لا مصطلح الاطباء كما لا يخفى وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن المراد بالرطب ما ينبت واليابس ما لا ينبس وفي رواية أخرى عنه أن الأول الماء والثاني الثرى وروى أبو الشيخ عنه ما يفيد العموم ولعله الأولى بالقبول وقيل : الرطب الحي واليابس الميت .
وروى الامامية عن أبي عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه قال : الورقة السقط والحبة الولد وظلمات الأرض والرطب ما يحيى واليابس ما يغيض وأنا أجل أبا عبد الله رضي الله تعالى عنه عن التفوه بهذا التفسير إذ هو خلاف الظأهر جدا ومثله في عدم التبادر ما أخرجه أبو الشيخ عن محمد بن جحادة أنه قال : إن لله تعالى شجرة تحت العرش ليس مخلوق إلا له فيها ورقة فاذا سقطت ورقته خرجت روحه من جسده وذلك قوله سبحانه : وما تسقط من ورقة ثم ان تفسير الكتاب باللوح هو الذي مشى عليه جماعة من المفسرين منهم الزجاج فقد قال : إنه تعالى أثبت المعلومات في كتاب من قبل أن يخلق الخلق كما قال سبحانه : إلا في كتاب من قبل أن نبرأها وفي رواية لمسلم ان الله تعالى كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة وفائدة ذلك أمور : أحدها اعتبار الملائكة عليهم السلام موافقات المحدثات للمعلومات الالهية وثانيهما وعليه اقتصر الحسن تنبيه المكلفين على عدم اهمال أحوالهم المشتملة على الثواب والعقاب حيث ذكر أن الورقة والحبة في الكتاب وثالثها عدم تغيير الموجودات عن الترتيب السابق في الكتاب ولذا جاء جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة وهذا الكتاب يسمى اللوح المحفوظ لحفظه عن التحريف ووصول الشياطين اليه أو من المحور والاثبات بناء على أنهما إنما يكونان في صحف الملائكة دونه والبلخي اختار