فكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقعد معنا بعد فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم واخرج ابن المنذر وغيره عن عكرمة قال : مشى عتبة وشيبة أبنا ربيعة وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل والحرث بن عامر بن نوفل ومطعم بن عدي في أشراف الكفار من عبد مناف إلى أبي طالب فقالوا : لو أن ابن أخيك طرد عنا هؤلاء الأعبد والحلفاء كان أعظم له في صدورنا وأطوع له عندنا وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقه فذكر ذلك أبو طالب للنبي A فقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : لو فعلت يا رسول الله حتى ننظر ما يريدون بقولهم : وما يصيرون اليه من أمرهم فانزل الله سبحانه وأنذر به إلى قوله سبحانه أليس الله بأعلم بالشاكرين وكانوا بلالا وعمار بن ياسر وسالم مولى أبي حذيفة وصبيحا مولى أسيد والحلفاء ابن مسعود والمقداد بن عمرو وواقد بن هبد الله الحنظلي وعمرو بن عبد عمرو ومرثد بن ابي مرثد واشباههم ونزل في أئمة الكفر من قريش والموالي والحلفاء وكذلك فتنا بعضهم ببعض أةية فلما نرلت أقبل عمر رضي الله تعالى عنه فاعتذر من مقالته فانزل الله تعالى وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا الآية والغداة أصله غدوة قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأصل العشي عشوى قلبت الواو ياء وادغمت الياء في الياء وفاء بالقاعدة والظاهر أنه مفرد كالعشية وجمعه عشايا وعشيات وقيل : هو جمع عشية وفيه بعد ومعنى ألاول لغة البكرة أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس ومعنى الثاني آخر النهار والمراد بهما ههنا الدوام كما يقال فعله مساء وصباحا إذا داوم عليه والمراد بالدعاء حقيقته أو الصلاة أو الذكر أو قراءة القرآن أقوال .
وأخرج ابن جرير وابن ابي حاتم عن مجاهد أنهما عبارة عن صلاتي الصبح والعصر لأن الزمان كثيرا ما يذكر ويراد به ما يقع فيه كما يقال صلى الصبح والمراد صلاته وقد يعكس فيراد بالصلاة زمانها نحو قربت الصلاة أي وقتها وقد يراد بها مكانها كما قيل في قوله تعالى : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى أن المراد بالصلاة المساجد وخصا بالذكر لشرفهما والاقوال في الدعاء جارية على هذا القول خلا الثاني وقرأ ابن عامر هنا وفي الكهف الغدوة بالواو وهي قراءة الحسن ومالك بن دينار وأبي رجاء العطاردي وغيرهم وزعم أبو عبيد أن من قرأ بالواو فقد أخطأ لان غدوة علم جنس لا تدخله الألف واللام ومنشأ خطئه أنه اتبع رسم الخط لأن الغداة تكتب بالواو كالصلاة والزكاة وقد اخطأ في هذه التخطئة لأن غدؤة وإن كان المعروف فيها ما ذكره لكن قد سمع مجيوها اسم جنس أيضا منكرا مصروفا فتدخلها أل حينئذ وقد نقل ذلك سيبويه عن الخليل وتصديره بالزعم لا يدل على ضعفه كما يشير اليه كلام الامام الننوي في شرح مسلم وذكره جم غفير من أهل اللغة .
وذكر المبرد أيضا عن العرب تنكيره غدوة وصرفها وادخال اللام عليها إذا لم يرد بها غدوة يوم بعينه والمثبت مقدم على النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ وكفى بوروده في القراءة المتواترة حجة فلا حاجة كما قيل م إلى التزام أنها علم لكنها نكرت فدخلتها أل لأن تنكير العلم وادخال ال عليه أقل قليل في كلامهم بل ان تنكير علم الجنس لم يعهد ولا إلى التزام أنها معرفة ودخلتها اللام لمشاكلة العشي كما دخلت على يزيد لمشاكلة الوليد في قوله : رأيت الوليد بن اليزيد مباركا شديدا باعباء الخلافة كاهله لأن هذا النوع من المشاكلة وهو المشاكلة الحقيقة قليل أيضا والكثير في المشاكلة المجار ولا دلالة في