الآية على انه صلى الله عليه وسلّم وقع منه الطرد ليخدش وجه العصمة والذي تحكيه اةثار أنه E هم أن يجعل لاولئك الداعين المتقين وقتا خاصا ولاشراف قريش وقتا آخر ليتالفوا فيقودهم إلى الايمان وأولئك رضي الله تعالى عنهم يعلمون ما قصد A فلا يحصل لهم إهانة وانكسار قلب منه E .
يريدون وجهه في موضع الحال من ضمير يدعون وفي المراد بالوجه عند المؤولين خلاف فقيل وهو المشهور إنه الذات أي مريدين ذاته تعالى ومعنى إرادة الذات على ما قيل الاخلاص لها بناء على استحالة كون الله تعالى مرادا لذاته سبحانه وتعالى لأن الارادة صفة لا تتعلق الا بالممكنات لأنها تقتضي ترجيح أحد طرفي المراد على الآخر و ذلك لا يعقل إلا فيها أي يدعون ربهم مخلصين له سبحانه فيه وقيد بذلك لتأكيد عليته للنهي فإن الاخلاص من أقوى موجبات الاكرام المضاد للطرد وقيل : المراد به الجهة والطريق والمعنى مريدين الطريق الذي أمرهم جل شأنه بارادته وهو الذي يقتضيه كلام الزجاج وقيل : إنه كناية عن المحبة وطلب الرضا لأن من أحب ذاتا أحب أن يرى وجهه فرؤية الوجه من لوازم المحبة فلهذا جعل كناية عنها قاله الامام وهو كما ترى .
وجوز أيضا أن يكون ذكر الوجه للتعظيم كما يقال : هذا وجه الرأي وهذا وجهه الدليل والمعنى يريدونه ما عليك من حسابهم من شيء ضمير الجمع للموصول السابق كما روي عن عطاء وغالب المفسرين .
و وز في ما أن تكون تميمية وحجازية وفي شيء أن يكون فاعل الظرف المعتمد على النفي و من حسابهم وصف له قدم فصار حالا وأن يكون في موضع رفع بالابتداء والظرف المتقدم متعلق بمحذوف وقع خبرا مقدما له و من زائدة للاستغراق وكلام الزمخشري يشير إلى اختياره والجملة اعتراض وسط بين النهي وجوابه تقريرا له ودفعا لما عسى أن يتوهم كونه مسوغا لطرد المتقين من أقاويل الطاعنين في دينهم كدأب قوم نوح عليه السلام حيث قالوا : ما نراك اتبعك الا الذين هم أراذلنا بادي الرأي والمعنى ما عليك شيء ما من حساب إيمانهم وأعمالهم الباطلة كما يقوله المشركون حتى تتصدى له وتبنى على ذلك ما تراه من الأحكام وإنما وظيفتك حسبما هو شأن منصب الرسالة النظر إلى ظواهر الأمور واجراء الاحكام على موجبها وتفويض البواطن وحسابها إلى اللطيف الخبير وظواهر هؤلاء دعاء ربهم بالغداة والعشي وروي عن ابن زيد أن المعنى ما عليك شيء من حساب رزقهم أي فقرهم والمراد لا يضرك فقرهم شيئا ليصح لك الاقدام على ما أراده المشركون منك فيهم .
وما من حسابك عليهم من شيء عطف على ما قبله وجيء به مع أن الجواب قد تم بذلك مبالغة في بيان كون انتفاء حسابهم عليه E بنظمه في سلك ما لا شبهة فيه أصلا وهو انتفاء كون حسابه A عليهم فهو على طريقة قوله سبحانه : فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون في رأي .
وقال الزمخشري : ان الجملتين في معنى جملة واحدة تؤدي مؤدى ولا تزر وازرة وزر أخرى كأنه قيل : لا تؤاخذ أنت ولا هم بحساب صاحبه وحينئذ لابد من الجملتين وتعقب بأنه غير حقيق بجلالة التنزيل وتقديم خطابه صلى الله تعالى عليه وسلم في الموضعين قيل م للتشريف له عليه أشرف الصلاة وأفضل السلام وإلا كان الظأهر وما عليهم من حسابك من شيء بتقديم على ومجرورها كما في الأول وقيل : إن تقديم عليك في الجملة الأولى للقصد إلى إيراد النفي على اختصاص حسابهم به صلى الله تعالى عليه وسلم إذ هو الداعي إلى تصديه E لحسابهم