السرى .
و .
امتلأ الحوض وقال قطني .
وما يصدر من بعض الجمادات من تسبيح كتسبيح الحصى في كفه الشريف صلى الله عليه وسلّم مثلا إنما هو عن خلق ادراك إذ ذاك وما يشاهد من الصنائع العجيبة لبعض الحيوانات ليس كما قال الشيخ الرئيس مما يصدر عن استنباط وقياس بل عن الهام وتسخير ولذلك لا تختلف ولا تتنوع والنقض بالحركة الفلكية لا يرد بناء على قواعدنا وعدم افتراس الأسد المعلم مثلا صاحبه ليس عن اعتقاد بل هناك هيئة أخرى نفسانية وهي أن كل حيوان يحب بالطبع ما يلذه والشخص الذي يطعمه محبوب عنده فمصير ذلك مانعا من افتراسه وربما يقع هذا العارض عن الهام الهي مثل حب كل حيوان ولده وعلى هذا الطرز يخرج الخوف مثلا الذي يعتري بعض الحيوانات .
وقد أطالوا الكلام في هدا المقام وأنا لا أرى مانعا من القول بأن للحيوانات نفوسا ناطقة وهي متفاوتة الادراك حسب تفاوتها في أفراد الانسان وهي مع ذلك كيفما كانت لا تصل في ادراكها وتصرفها إلى غاية يصلها الانسان والشواهد على هذا كثيرة وليس في مقابلتها قطعي يجب تأويلها لأجله وقد صرح غير واحد إنها عارفة بربها جل شأنه وأما إن لها رسلا من جنسها فلا أقول به ولا أفتي بكفر من قال به وأما أن الجمادات حية مدركة فامر وراء طور عقلي والله تعالى على كل شيء قدير وهو العليم الخبير والذين كذبوا بآياتنا أي القرآن أو سائر الحجج ويدخل دخولا أوليا والموصول عبارة عن المعهودين في قوله D ومنهم من يستمع إليك الخ أو الأعم من أولئك والكلام متعلق بقوله سبحانه ما فرطنا الخ أو بقوله جل شأنه إنما يستجيب الذين يسمعون والواو للاستئناف وما بعدها مبتدأ خبره صم بكم وجوز أن يكون هذا خبر مبتدأ محذؤف أي بعضهم صم وبعضهم بكم والجملة خبر المبتدأ وألاول أولى وهو من التشبيه البليغ على القول الأصح في أمثاله أي أنهم كالصم وكالبكم فلا يسمعون اةيات سماعا تتأثر منه نفوسهم ولا يقدرون على أن ينطقوا بالحق ولذلك لا يستجيبون ويقولون في الآيات ما يقولون وقوله سبحانه في الظلمات أي في ظلمات الكفر وانواعه أو في ظلمة الجهل وظلمة العناد وظلمة التقليد في الباطل إا خبر بعد خبر للموصول على أنه واقع موقع عمى كما في قوله تعالى : صم بكم عمي ووجه ترك العطف فيه دون ما تقدمه الايماء إلى أنه وحده كاف في الذم والاعراض عن الحق وأختير العطف فيما تقدم للتلازم وقد يترك رعاية لنكتة أخرى وإا متعلق بمحذوف وقع حالا من المستكن في الخبر كأنه قيل : ضالون خابطين أو كائنين في الظلمات ورجحت الحالية بأنها أبلغ إذ يفهم حينئذ أن صممهم وبكمهم مقيد بحال كونهم في ظلمات الكفر أو الجهل وأخويه حتى لو أخرجوا منها لسمعوا ونظقوا وعليها لا يحتاج إلى بيان وجه ترك العطف وجوز أبو البقاء أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم في الظلمات وأن يكون صفة لبكم أو ظرفا له أو لصم أو لما ينوب عنهما من الفعل وعن أبي علي الجبائي أن المراد بالظلمات ظلمات الآخرة على الحقيقة أي أنهم كذلك يوم القيامة عقابا لهم على كفرهم في الدنيا والكلام عليه متعلق بقوله تعالى ثم إلى ربهم يحشرون على أن الضمير للامم على الاطلاق وفيه بعد وقوله سبحانه : من يشأ الله يضلله تحقيق للحق وتقرير لما سبق من حالهم ببيان أنهم من أهل الطبع لا يتأتى منهم الايمان أصلا فمن مبتدأ خبره ما بعده ومفعول بشا محذوف أي اضلاله ولا يجوز أن يكون من مفعولا مقدما له لفساد