ورواهورواه غير واحد يبعثهم الله من قبورهم إلى المحشر وقيل : بعثهم هدايتهم إلى الايمان وليس بشيء ثم إليه يرجعون .
63 .
- للجزاء فحينئذ يسمعون وأما قبل ذلك فلا سبيل إلى سماعهم لما أن على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا وفي إطلاق الموتى على الكفار استعارة تبعية مبنية على تشبيه كفرهم وجهلهم بالموت كما قيل : لا يعجبن الجهول بزيه فذاك ميت ثيابه كفن وقيل الموتى على حقيقته والكلام تمثيل لاختصاصه تعالى بالقدرة على توفيق اولئك الكفار للايمان باختصاصه سبحانه بالقدرة على بعث الموتى الذين رمت عظامهم من القبور وفيه إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلّم لا يقدر على هدايتهم لأنها كبعث الموتى وتعقب بأنه على هذا ليس لقوله سبحانه ثم إليه يرجعون كبير دخل في التمثيل إلا أن يراد أنه إشارة إلى ما يترتب على الايمان من الآثار وفي اعراب الموتى وجهان أحدهما أنه مرفوع على الابتداء والثاني أنه منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده واختاره ابو البقاء ويفهم من كلام مجاهد أنه مرفوع بالعطف على الموصول والجملة بعده في موضع الحال والظاهر خلافه وقريء يرجعون على البناء للفاعل من رجع رجوعا والمتواترة أو في بحق المقام لأنبائها عن كون مرجعهم اليه تعالى بطريق الاضطرار .
وقالوا أي رؤساء قريش الذين بلغ بهم الجهل والضلال إلى حيث لم يقنعوا بما شاهدوه من الآيات التي تخر لها صم الجبال ولم يعتدوا به لولا أي هلا نزل أي أنزل عليه ءاية من ربه ملجئة للايمان قل يا محمد إن الله قادر على أن ينزل ءاية من الآيات الملجئة ولكن أكثرهم لا يعلمون .
73 .
- فلا يدرون أن عدم تنزيلها مع ظهور قدرته سبحانه وتعالى عليه لما أن في تنزيلها قلعا لأساس التكليف المبني على قاعدة الاختا \ يار أو استئصالا لهم بالكلية إذ ذلك من لوازم جحد الآية الملجئة .
وجوز أن لا يكونوا قد طلبوا الملجيء ولا يلزم من عدم الاعتداد بالمشاهد طلبه بل يجوز أن يكونوا قد طلبوا غير الحاصل مما لا يلجيء لجاجا وعنادا ويكون الجواب بالملجيء حينئذ اسلوب الحكيم أو يكون جوابا بما يستلزم مطلوبهم بطريق أقوى وهو أبلغ ومن الابتداء الغاية والجار والمجرور يجوز أن يكون متعلقا بنزل وأن يكون متعلقا بمحذوف وقع صفة لآية وما يفيد التعرض لعنوان ربوبيته تعالى له E من الاشعار بالعلية إنما هو بطريق التعريض بالتهكم من جهتهم والاقتصار في الجواب على بيان قدرته سبحانه وتعالى على التنزيل مع أنها ليست في حيز الانكار للايذان بأن عدم تنريله تعالى للآية مع قدرته عليه بحكمة بالغة يجب معرفتها وهم عنها غافلون كما ينبيء عنه الاستدراك وإظهار الأسم الجليل لتربية المهابة مع الاشعار بالعلية ومفعول يعلمون إما مطروح بالكلية على معنى أنهم ليسوا من أهل العلم أو محذوف مدلول عليه بقرينة المقام أي لا يعلمون شيئا وتخصيص عدم العلم بأكثرهم لما أن بعضهم واقفون على حقيقة الحال وإنما يفعلون ما يفعلون مكابرة وعنادا وقرأ ابن كثير ينزل بالتخفيف والمعنى هنا كما قيل واحد لأنه لم ينظر إلى التدريج وعدمه .
وقوله تعالى : وما من دابة في الأرض كلام مستأنف مسوق كما قال الطبرسي وغيره لبيان كمال قدرته