على حذف مضاف أي بدالهم وبال ما كانوا يخفون ولا يخفى ما فيه أيضا فتدبر .
ولو ردوا من موقفهم ذلك إلى الدنيا لعادوا لما نهو عنه من الكفر والتكذيب أو من الأعم من ذلك ويدخل فيه ما ذكر دخولا أوليا ولا يخفى حسنه ووجه اللزوم في هذه الشرطية سبق قضاء الله تعالى عليهم بذلك التابع لخبث طينتهم ونجاسة جبلتهم وسوء استعدادهم ولهذا لا ينفعهم مشاهدة ما شاهدوه وقيل : إن المراد أنهم لو ردوا إلى حالهم الأولى من عدم العلم والمشاهدة لعادوا ولا يخفى أنه لا يناسب مقام ذمهم بغلوهم في الكفر والاصرار وكون هذا جوابا لما مر من تمنيهم وذكر بعض الناس في توجيه عدم نفع المشاهدة في الآخرة لأهوالها المترتبة على المعاصي بعد الرد إلى الدنيا انها حينئذ كخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم المؤيد بالمعجزات الباهرة فحيث لم ينتفعوا به وصدهم ما صدهم لا ينتفعون بما هو مثله ويصدهم أيضا ما يصدهم .
وأنت تعلم أن هذا بعد تسليم كون المشاهدة بعد الرد كخبر الصادق يرجع في الآخرة إلى ما أشرنا اليه من سبق القضاء وسوء الاستعداد ومن خلق للشقاء والعياذ بالله سبحانه وتعالى للشقاء يكون وإنهم لكاذبون .
82 .
- أي لقوم كاذبون فيما تضمنه تمنيهم من الخبر بأن ذلك مراد لهم ويحتمل أن يكون هذا ابتداء أخبار منه تعالى بأن ديدن هؤلاء وهجيراهم الكذب وليس الكذب على الاحتمالين متوجها الى التمني نفسه لأنه انشاء والانشاء لا يحتمل الصدق والكذب وقال الربعي : لا بأس بتوجيه الكذب إلى التمني لأنه يحتمل الصدق والكذب بنفسه واحتج على ذلك بقوله : منى أن تكن حقا أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا لأن الحق بمعنى الصدق وهو ضد الباطل والكذب ولا يخفي ما فيه مع أنه لو سلم فهو مجاز أيضا وقيل الخبر الضمني هنا هو الوعد بالايمان وعدم التكذيب واعترض بان الوعد كالوعيد من قبيل الانشاء كما حقق في موضعه فلا يتوجه اليه الكذب والصدق كما لا يتوجهان الي الانشاء وأجيب بأن ذلك أحد قولين في المسئلة ثانيهما ان الوعد والوعيد من قبيل الخبر لا الانشاء وها القيل مبني عليه على أنه يحتمل أن المراد بالكذب المتوجه الى الوعد عدم الوفاء به لا عدم مطابقته للواقع كما ذ : ره الراغب وقالوا عطف على عادوا كما عليه الجمهور واعترضه ابن الكمال بأن حق وانهم لكاذبون حينئذ يؤخر عن المعطوف أو يقدم على المعطوف عليه وأجيب بأن توسيطه لأنه اعتراض مسوق لتقرير ما أفادته الشرطية من كذبهم المخصوص ولو أخر لأوهم أن المراد تكذيبهم في انكارهم البعث وجوز أن يكون عطفا على إنهم لكاذبون أو على خبر إن أو على نهوا والعائد محذوف أي قالوه وأن يكون استئنافا بذكر ما قالوا في الدنيا إن هي أي ما هي إلا حياتنا الدنيا والضمير للحياة المذكورة بعده كما في قول المتنبي : هو الجد حتى تفضل العين أختها وحتى يكون اليوم لليوم سيدا وقد نصوا على صحة عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة في مواضع منها ما إذا كان خبر الضمير مفسرا له كما هنا وجعله بعضهم ضمير الشان ولا يتأتى على مذهب الجمهور لأنهم اشترطوا في خبره أن