يكون جملة وخالفهم بذلك الكوفيون فقد حكي عنهم جواز كون خبره مفردا إما مطلقا أو بشرط كون المفرد عاملا عمل الفعل كاسم الفاعل نحو إنه قائم زيد بناء على أنه حينئذ سد مسد الجملة وقيل وفيه بعد : يحتمل أن يكون الضمير المذ : ور عبارة عما في الذهن وهو الحياة والمعنى أن الحياة إلا حياتنا التي نحن فيها وهو الراد بقولهم : الدنيا لا القريبة الزوال أو الدنيئة أو المتقدمة على الآخرة كما يقول المؤمنون إذ كل ذلك خلاف الظأهر لاسيما الأخير .
وما نحن بمبعوثين .
92 .
- أي إذا فارقتنا هذ الحياة أصلا ولو ترى إذ وقفوا على ربهم تمثيل لحبسهم للسؤال والتوبيخ أو كناية عنه عند من لم يشترط فيها إمكان الحقيقة وجوز اعتبار التجوز في المفرد إلا أن الأرجح عندهم اعتباره في الجملة وقيل : الوقوف بمعنى الاطلاع المتعدي بعلى أيضا وفي الكلام مضاف مقدر أي وقفوا على قضاء ربهم أو جزائه ولا حاجة إلى التضمين وجعله من القلب كما توهم وقيل : هو بمعنى الاطلاع من غير حاجة إلى تقدير مضاف على معنى عرفوه سبحانه وتعالى حق التعريف ولا يلزم من حق التعريف حق المعرفة ليقال كيف هذا وقد قيل : ما عرفناك حق معرفتك واستدل بعض الظاهرية بالآية على أن أهل القيامة يقفون بالقرب من الله تعالى في موقف الحساب ولا يخفى ما فيه .
قال استئناف نشأ من الكلام السابق كأنه قيل : فماذا قال لهم ربهم سبحانه وتعالى إذ ذاك فقيل : قال : الخ وجوز ان يكون في موضع الحال أي قائلا أليس هذا أي البعث وما يتبعه بالحق أي حقا لا باطلا كما زعمتم وقيل : الاشارة إلى العقاب وحده وليس بشيء ولا دلالة في فذوقوا عند ارباب الذؤق على ذلك والهمزة للتقريع على التكذيب قالوا استئناف كما سبق بلى هو حق وربنا أكدوا اعترافهم باليمين اظهارا لكمال تيقنهم بحقيته وايذانا بصدور ذلك عنهم برغبة ونشاط طمعا بأن ينفعهم وهيهات قال فذوقوا العذاب الذي كفرتم به من قبل وأنكرتموه بما كنتم تكفرون .
3 .
- أي بسبب كفركم المستمر أو ببدله أو بمقابلته أو بالذي كنتم تكفرون به فما إما مصدرية أو موصولة والاول أولى ولعل هذا التوبيخ والتقريع كما قيل إنما يقع بعدما وقفوا على النار فقالوا ما قالوا إذ الأظهر أنه لا يبقى بعد هذا الأمر إلا العذاب ويحتمل العكس وأمر الأمر سهل قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله هم الكفار الذين حكيت أحوالهم لكن وضع الموصول موضع الضمير للايذان بتسبب خسرانهم عما في حيز الصلة من التكذيب بلقاء الله تعالى والاستمرار عليه والمراد به لقاء ما وعد سبحانه وتعالى على ما روي عن ابن عباس والحسن رضي الله تعالى عنهم وصرح بعضهم بتقدير المضاف أي لقاء جزاء بالله تعالى وصرح آخرون بأن لقاء الله تعالى استعارة تمثيلية عن البعث وما يتبعه حتى إذا جاءتهم الساعة أي الوقت المخصوص وهو يوم القيامة وأصل الساعة القطعة من الزمان وغلبت على الوقت المعلوم كالنجم للثريا وسمي ساعة لقلته بالنسبة لما بعده من الخلود أو بسرعة الحساب فيه على الباري عز اسمه وفسرها بعضهم هنا بوقت الموت والغاية المذكورة للتكذيب .
وجوز أن تكون غاية الخسران لكن بالمعنى المتعارف والكلام حينئذ على حد قوله تعالى : وان عليك