المناسب للمقام وقيل : إن الكلام مع الكفار وليس فيهم من يبشر وفي الدر المصون أن الكلام على حد سرابيل تقيكم الحر ومن بلغ عطف على ضمير المخاطبين أي لانذركم به سا أهل مكة وسائر من بلغه القرآن ووصل إليه من الأسود والأحمر أو من الثقلين أو لأنذركم به أيها الموجودون ومن سيوجد إلى يوم القيامة قال ابن جرير : من بلغه القرآن فكأنما رأى محمدا صلى الله عليه وسلّم .
وأخرج ابو نعيم وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله A من بلغه القرآن فكأنما شافهته واستدل بالآية على أن أحكام القرآن تعم الموجودين يوم نزوله ومن سيوجد بعد إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها واختلف في ذلك هو بطريق العبارة في الكل أو بالاجماع في غير الموجودين وفي غير المكلفين فذهب الحنابلة إلى الأول والحنفية إلى الثاني وتحقيقه في الأصول وعلى أن من لم يبلغه القرآن غير مؤاخذ بترك الأحكام الشرعية ويؤيده ما أخرجه أبو الشيخ عن أبي بن كعب قال أتى رسول الله A بأسارى فقال لهم : هل دعيتم إلى الاسلام فقالوا : لا فخلى سبيلهم ثم قرأ وأوحي الي الآية وهو مبني على القول بالمفهوم كما ذهب اليه الشافعية واعترض بأنه لا دلالة للآية على ذلك بوجه من الوجوه لأن مفهومها انتفاء الانذار بالقرآن عمن لم يبلغه وذلك ليس عين انتفاء المؤاخذة وهو ظاهر ولا مستلزما له خصوصا عند القائلين بالحسن والقبح إلا أن يلاحظ قوله تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وفيه أن عدم استلزام انتفاء الانذار بالقرآن لانتفاء المؤاخذة ممنوع والحسن والقبح العقليان قد طوي بساط ردهما وجوز أن يكون من عطفا على الفاعل المستتر في أنذركم للفصل بالمفعول أي لأنذركم أنا بالقرآن وينذركم به من بلغه القرآن أيضا وروى الطبرسي ما يقتضيه عن العياشي عن أبي جعفر وأبي عبد الله رضي الله تعالى عنهما ولا يخفى أنه خلاف المنساق إلى الذهن .
أئنكم لتشهدون أن مع الله ءالهة أخرى جملة مستأنفة أو مندرجة في القول والاستفهام للتقرير أو للانكار وقيل : لهما وفيه جمع بين المعاني المجازية وأخرى صفة اةلهة وصفة جمع ما لا يعقل كما قال أبو حيان كصفة الواحدة المؤنثة نحو مآرب أخرى ولله تعالى الاسماء الحسنى ولما كانت الآلهة حجارة وخشبا مثلا أجريت هذا المجرى تحقيرا لها قل لهم لا أشهد بذلك وان شهدتم به فانه باطل صرف .
قل تكرير للامر للتأكيد أنما هو اله واحد أي بل إنما أشهد أنه تعالى لا إله إلا هو وما كافة .
وجوز أبو البقاء وزعم أنه الأليق بما قبله كونها موصولة ويبعده كونها موصولة وعليه يكون واحد خبرا وهو خلاف الظأهر وانني بريء مما تشركون .
91 .
- من الاصنام أو من اشراككم الذين ءاتيناهم الكتاب جواب عما سبق في الرواية الاولى من قولهم : سألنا اليهود والنصارى الخ أخر عن تعيين الشهيد مسارعة الى الجواب عن تحكمهم بقولهم : أرنا من يشهد لك فالمراد من الموصولة ما يعم الصنفين اليهود والنصارى ومن الكتاب جنسه الصادق على التوراة والانجيل وايرادهم بعنوان ايتاء الكتاب للايذان بمدار ما أسند اليهم بقوله تعالى يعرفونه أي يعرفون رسول الله A بحليته ونعوته المذكورة فيهما وفيه التفات وقيل : الضمير للكتاب واختاره أبو البقاء والأول هو الذي تؤيده الاخبار كما ستعرفه كما يعرفون أبناءهم