بالربوبية والسكون عن لم وكيف ومتى وتستند هذه الجملة إلى حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : بينما أنا رديف رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ قال : ياغلام احفظ الله تعالى يحفظك أحفظ الله تتعالى تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله جف القلم بما هو كائن ولو جهد العباد أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله سبحانه وتعالى لك لم يقدروا عليه ولو جهدوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله تعالى عليك لم يقدروا عليه فان استطعت أن تعمل لله تعالى بالصدق في اليقين فاعمل فان لم تستطع فان في الصبر على ماتكره خيرا كثيرا وأعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا فينبغي لكل مؤمن أن يجعل هذا الحديث مرآة قلبه وشعاره ودثاره وحديثه فيعمل به من جهة حركاته وسكناته حتى يسلم في الدنيا والأخرة ويجد العزة برحمة الله D .
وهو القاهر فوق عباده قيل هو استعارة تمثيلية وتصوير لقره سبحانه وتعالى وعلوه عز شأنه بالغلبة والقدرة وجوز أن تكون الاستعارة بالظرف بأن شبه الغلبة بمكان محسوس وقيل : إنه كناية عن القهر والعلو بالغلبة والقدرة : إن فوق زائدة وصحح زيادتها وإن كانت اسما كونها بمعنى على وهو كما ترى والداعي إلى التزام ذلك كله أن ظاهر الآية يقتضي القول بالجهة والله تعالى منزه عنها لأنها محدثة باحداث العالم واخرجه من العدم إلى الوجود ويلزم أيضا من كونه سبحانه وتعالى في جهة مفاسد لا تخفي وأنت تعلم أن مذهب السلف اثبات الفوقية لله تعالى كما نص عليه الامام الطحاوي وغيره واستدلوا لذلك بنحو ألف دليل وقد روى الامام أحمد في حديث الاوعال عن العباس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله A قال : والعرش فوق ذلك والله تعالى فوق ذلك كله وروى ابو داود عن جبير ابن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه عن جده قوله A للرجل الذي استشفع بالله تعالى عليه : ويحك أتدري مالله تعالى إن الله تعالى فوق عرشه وعرشه فوق سماواته وقال باصابعه مثل القبة وانه لئط به أطيط الرحل الجديد بالراكب .
وأخرج الأموي في مغازيه من حديث صحيح أن النبي A قال لسعد يوم حكم في بني قريظة : لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات وروى ابن ماجة يرفعه قال : بينا أهل الجنة في معيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا اليه رؤوسهم فاذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال : يا أهل الجنة سلام عليكم ثم قرأ A قوله تعالى : سلام قولا من رب رحيم فينظر اليهم وينظرون اليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون اليه وصح أن عبد الله بن رواحة أنشد بين يدي رسول الله A أبياته التي عرض بها عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته وهي : شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا وتحمله ملائكة شداد ملائكة الاله مسومينا فأقره E على ما قاله وضحك منه وكذا أنشد حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه قوله : شهدت باذن الله أن محمدا رسول الذي فوق السموات من عل