ما سكن في الليل والنهار أي الوقتين المخصوصين وما موصولة و سكن إا من السكنى فيتناول الكلام المتحرك والساكن من غير تقدير وتعديتها يفي الى الزمان مع أن حق استعمالها في المكان لتشبيه الاستقرار بالزمان بالاستقرار بالمكان وجوز أن يكون هناك مشاكلة تقديرية لأن معنى لله ما في السموات والأرض ما سكن فيهما واستقر والمراد وله ما اشتملا عليه وإا من السكون ضد الحركة كما قيل وفي الكلام الاكتفاء بأحد الضدين كما في قوله تعالى : سرابيل تقيكم الحر والتقدير ما سكن فيهما وتحرك وإنما اكتفى بالسكون عن ضده دون العكس لأن السكون أكثر وجودا وعاقبة كل متحرك السكون كما قيل : إذا هبت رياحك فاغتنمها فان لكل خافقة سكون ولأن السكون في الغالب نعمة لكونه راحة ولا كذلك الحركة ورد بأنه لا وجه للاكتفاء بالسكون عن التحرك في مقام البسط والتقرير وإظهار كمال الملك والتصرف وأجيب بأن هذا المحذوف في قوة المذكور لسرعة انفهامه من ذكر ضده والمقام لايستدعي الذكر وإنما يستدعي عموم التغيرات والتصرفات الواقعة في الليلو النهار ومتى التزم كون السكون مع ضده السريع الانفهام كناية عن جميع ذلك ناسب المقام .
وقيل : إن ما سكن يعم جميع المخلوقات إذ ليس شيء منها غير متصف بالسكون حتى المتحرك حال ما يرى متحركا بناء على ما حقق في موضعه من أن تفاوت الحركات بالسرعة والبطء لقلة السكنات المتخللة وكثرتها وفي معنى الحركة والسكون وبيان أقسام الحركة المشهورة كلام طويل يطلب من محله وهو السميع أي المبالغ في سماع كل مسموع فيسمع هواجس كل ما يسكن في الملوين العليم .
31 .
- اي المبالغ في العلم بكل معلوم من الأجناس المختلفة والجملة مسوقة لبيان إحاطة سمعه وعلمه سبحانه وتعالى بعد بيان إحاطة قدرته جل شأنه أو للوعيد على أقولهم وافعالهم ولذا خص السمع والعلم بالذكر وهي تحتمل أن تكون من مقول القول وأن تكون من مقول الله تعالى قل للمشركين بعد توبيخهم بما سبق أغير الله أتخذ وليا إنكارا لاتخاذ غير الله تعالى وليا لا لاتخاذ الولي مطلقا ولذا قدم المفعول الأول وأولى الهمزة ونحوه أفغير الله تأمروني أعبد والمراد بالولي هنا المعبود لأنه رد لمن دعاه صلى الله عليه وسلّم فقد قيل : إن أهل مكة قالوا له E : يا محمد تركت ملة قومك وقد علمنا أنه لا يحملك على ذلك إلا الفقر فارجع فانا نجمع لك من اموالنا حتى تكون من أغنانا فنزلت واعترض بأن المشرك لم يخص عبادته بغير الله تعالى فالرد عليه إنما يكون لو قيل : أأتخذ غير الله وليا وأجيب بأن من أشرك بالله تعالى غيره لم يتخذ الله تعالى معبودا لأنه لا يجتمع عبادته سبحانه مع عبادة غيره كما قيل : إذا صافى صديقك من تعادي فقد عاداك وانقطع الكلام وقيل : الولي بمعنى الناصر كما هو أحد معانيه المشهورة ويعلم من إنكار اتخاذ غير الله تعالى ناصرا أنه لا يتخذه معبودا من باب الأولى ويحتمل الكلام على ما قيل أن يكون من الاخراج على خلاف مقتضى الظاهر قصدا الى امحاض النصح ليكون أعون على القبول كما في قوله تعالى : ومالي لا أعبد الذي فطرني واليه ترجعون .
فاطر السموات وألارض أي مبدعها كما أخرجه ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما