وأخرج ابو عبيدة وابن جرير وابن الانباري عنه رضي الله تعالى عنه قال : كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها يقول : انا ابتدأتها وهو نعت للجلالة مؤكد للانكار وصح وقوعه نعتا للمعرفة لأنه بمعنى الماضي سواء كان كلاما من الله تعالى ابتداء أو محكيا عن الرسول صلى الله عليه وسلّم إد المعتبر زمان الحكم لا زمان التكلم ويدل على إرادة المضي انه قرأ الزهري فطر ولا يضر الفصل بينهما بالجملة لأنها ليست بأجنبية إذ هي عاملة في عامل الموصوف وقيل : بدل من الاسم الجليل ورجحه أبو حيان بأن الفصل فيه أسهل وقريء بالرفع والنصب على المدح أي هو فاطر أو امدح فاطر وجوز أن يكون النصب على البدلية من وليا لا الوصفية لأن معرفة نعم يجوز على قراءة الزهري أن تكون الجملة وصفية له .
وهو يطعم ولا يطعم أي يرزق ولا يرزق كما أخرجه ابن جرير وغيره عن السدي فالمراد من المطعم الرزق بمعناه اللغوي وهو كل ما ينتفع به بدليل وقوعه مقابلا له في قوله تعالى : ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون وعبد بالخاص عن العام مجازا لأنه أعظمه وأكثره لشدة الحاجة اليه ويحتمل أنه اكتفى بذكره عن ذكره لأنه يعلم من ذلك نفي ما سواه فهو حقيقة والجملة محل نصب على الحالية وعن ابي عمرو والأعمش وعكرمة أنهم قرأوا ولا يطعم بفتح الياء والعين أي ولا يأكل والضمير لله تعالى ومثله قراءة عبلة بفتح الياء وكسر العين وقرأ يعقوب بعكس القراءة الأولى أعني بناء الأول للمفعول والثاني للفاعل والضمير حينئذ الفعلين لغير الله تعالى أي أتخذ من هو مرزوق غير رازق وليا والكلام وإن كان من عبدة الاصنام إلأ أنه نظر إلى عموم غير الله تعالى وتغليب اولي العقول كعيسى E لأن فيه انكار أن يصلح الاصنام للالوهية من طريق الأولى وقد يقال : الكلام كناية عن كونه مخلوقا غير خالق كقوله تعالى : لايخلقون شيئا وهم يخلقون ويحمل الفعل على معنى النفع لا يرد شيء رأسا وقرأ الأشهب وهو يطعم ولا يطعم ببنائهما للفاعل ووجهت إما بأن أفعل بمعنى استفعل كما ذكره الأزهري أي وهو يطعم ولا يستطعم أي لا يطلب طعاما ويأخذه من غيره أو بأن المعنى يطعم تارة ولا يطعم أخرى كقوله سبحانه وتعالى يقبض ويبسط والضميران لله تعالى ورجوع الضمير الثاني لغير الله تعالى تكلف يحتاج إلى التقدير قل بعد بيان أن اتخاذ غيره تعالى وليا مما يقضي ببطلانه بديهة العقول اني أمرت من جناب ولي جل شأنه أن أكون أول من اسلم وجهه لله سبحانه وتعالى مخلصا له لأن النبي E مأمور بما شرعه الا ما كان من خصائصه E وهو أمام أمته ومقتداهم وينبغي لكل آمر أن يكون هو العامل أولا بما أمر به ليكون أدعى للامتثال ومن ذلك كا حكى الله تعالى عن موسى E سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين .
وقيل : إن ماذكر للتحريض كما يأمر الملك رعيته بأمر ثم يقول وأنا أول من يفعل ذلك ليحملهم على الامتثال والا فلم يصدر عنه A امتناع عن ذلك حتى يؤمر به وفيه نظر ولا تكونن من المشركين .
41 .
- أي في أمر من أمور الدين وفي الكلام قول مقدر أي وقيل لي : لا تكونن قالوا و من الحكاية عاطفة للقول المقدرعلى أمرت وحاصل المعنى إني أمرت بالاسلام ونهيت عن الشرك وقيل : إنه معطوف على مقول قل على المعنى إذ هو في معنى قل إني قيل لي كن أول مسلم ولا تكونن فالواو من المحكي وقيل إنه عطف على قل