وجوز أن يتعلق بنزلنا وفيه بعد والقرطاس بكسر القاف وضمها وقريء بهما معرب كراسة كما قيل وممن نص على أنه غير عربي الجواليقي وقيل : إنه مشترك ومعناه الورق وعن قتادة الصحيفة وفي القاموس القرطاس مثلثة القاف وكجعفر ودرهم الكاغد وقال الشهاب : هو مخصوص بالمكتوب أو أعم منه ومن غيره .
0 - فلمسوه أي الكتاب أو القرطاس واللمس كما قال الجوهري المس باليد فقوله تعالى : بأيديهم لزيادة التعيين ودفع احتمال التجوز الواقع في قوله تعالى : وأنا لمسنا السماء أي تفحصنا وقيل : إنه أعم من المس باليد فعن الراغب المس ادراك بظاهر البشرة كاللمس وبالتقييد به يندفع احتمال التجوز أيضا .
وقيل : إنما قيد بذلك لأن الاحساس باللصوق يكون بجميع الأعضاء ولليد خصوصية في الاحساس ليست لسائرها وأما التجوز باللمس عن الفحص فلا يندفع به إذ لا بعد في أن يكون ذلك لمباشرتهم الفحص بأنفسهم بل يندفع لكون المعنى الحقيقي أنسب بالمقام وليس بشيء كما لا يخفى وقيل : إن ذكر الايدي ليفيد أن اللمس كان بكلتا اليدين ولا يظهر وجه الافادة وتخصيص اللمس لأنه يتقدمه الابصار حيث لا مانع ولأن التزوير لا يقع فيه فلا يمكنهم أن يقولوا إذا ترك العناد والتعنت : إنما سكرت ابصارنا .
واعترض بأن اللمس هنا إنما يدفع احتمال كون المرئي مخيلا وأما نزوله من السماء فلا يثبت به .
وأجيب بأنه إذا تأيد الادراك البصري في النزول بالادراك اللمسي في المنزل بجزم العقل بديهة بوقوع المبصر جزما لا يحتمل النقيض فلا يبقى بعده الا مجرد العناد مع أن حدوثه هناك من غير مباشرة أحد يكفي في الاعجاز كما لا يخفى وقال ابن المنير الظأهر أن فائدة زيادة لمسهم بأيديهم تحقيق القراءة على قرب أي فقرؤه وهو بأيديهم لا بعيد عنهم لما آمنوا وقوله تعالى : لقال الذين كفروا جواب لو على الأفصح من اقتران جوابها المثبت باللام والمراد لقالوا تعنتا وعنادا للحق وإنما وضع الموصول موضع الضمير للتنصيص على اتصافهم بما في حيز الصلة من الكفر الذي لا يكفر كما قيل حسن موقعه باعتبار معناه اللغوي أيضا وجوز أن يكون المراد بهم قوم معهودون من الكفرة فحديث الوضع حينئذ موضوع و إن في قوله سبحانه إن هذا أي الكتاب نافية أي ما هذا إلا سحر مبين .
7 .
- أي ظأهر كونه سحرا وقالوا لولا أنزل عليه ملك الظاهر أنه إستئناف لبيان قدحهم بنبوته E بما هو أصرح من الأول وقيل : إنه معطوف على جواب لو ويغتفر في الثواني ما يغتفر في الاوائل وأعترض بأن تلك المقالة الشنعاء ليست مما يقدر صدوره عنهم على تقدير تنزيل الكتاب المذكور بل هي من أباطيلهم المحققة وخرافاتهم الملفقة التي يتعللون بها كلما ضاقت عليهم الحيل وعيت بهم العلل وأجيب بأنه لا بعد في تقدير صدور هذه المقالة على تقدير ذلك التنزيل لأنه مما يوقع الكافر المعاند في حيص بيص فلا يدري بماذا يقابله وأي شيء يتشبث به وكلمة لولا هنا للتحضيض والمقصود به التوبيخ على عدم الاتيان بملك يشاهد معه حتى تنتفي الشبهة بزعمهم .
أخرج أبو المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن اسحاق قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قومه إلى الاسلام وكلمهم فابلغ اليهم فيما بلغني فقال له زمعة بن الاسود بن المطلب والنضر بن الحرث بن كلدة وعبدة بن عبد يغوث وابن ابي خلف بن وهب والعاص بن وائل بن هشام : لو جعل معك يا محمد ملك يحدث عنك الناس ويرى