باهرة حرية بتذكير وقتها صريحا وما في النظم الكريم أبلغ من تحيي الموتى فلذا عدل عنه إليه وقد تقدم الكلام في بيان من أحياهم E مع بيان ما ينفعك في هذه الآية في سورة عمران .
وذكر باذني هنا اربع مرات وثمة مرتين قالوا : لأن هنا للامتنان وهناك للاخبار نفاسب هذا التكرار هنا وإذا كففت بني إسرائيل عنك يعني اليهود حين هموا بقتله ولم يتمكنوا منه .
إذ جئتهم بالبينات أي المعجزات الواضحة مما ذكر وما لم يذكر وهو ظرف لكففت مع اعتبار قوله تعالى : فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين .
11 .
- وهو ما يدل على أنهم قصدوا اغتياله E المحوج إلى الكف أي كففتهم عنك حين قالوا ذلك عند مجيئك إياهم بالبينات ووضع الموصول موضع ضميرهم لذمهم بما في حيز الصلة فكلمة من بيانية وهذا إشارة إلى ما جاء به وقرأ حمزة والكسائي إلا ساحر فالاشارة إلى عيسى E وجعل الاشارة إليه على القراءة الأولى وتأويل السحر بساحر لتتوافق القراءتان لا حاجة إليه وإذ أوحيت إلى الحواريين أي أمرتهم في الانجيل على لسانك أو أمرتهم على ألسنة رسلي وجاء إستعمال الوحي بمعنى ألامر في كلام العرب كما قال الزجاج وأنشد : الحمد لله الذي استقلت باذنه السماء واطمأنت أوحى لها القرار فاستقرت أي أمرها أن تقر فامتثلت وقيل : المراد بالوحي إليهم الهامه تعالى إياهم كما في قوله تعالى : وأوحى ربك إلى النحل وأوحينا إلى أم موسى وروي ذلك عن السدي وقتادة وإنما لم يترك الوحي على ظاهره لأنه مخصوص بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والحواريون ليسوا كذلك وقد تقدم المراد بالحواريين .
وأن قوله تعالى أن ءامنوا بي وبرسولي مفسرة لما في الإيحاء من معنى القول وقيل : مصدرية أي بأن ءامنوا الخ وتقدم الكلام في دخولها على الأمر والتعرض لعنوان الرسالة للتنبيه على كيفية الايمان به E والرمز إلى عدم إخراجه E عن حده حطا ورفعا قالوا ءامنا طبق ما أمرنا به واشهد بأننا مسلمون .
111 .
- مخلصون في إيماننا أو منقادون لما أمرنا به .
إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم منصوب باذكر على أنه ابتداء كلام لبيان ما جرى بينه E وبين قومه منقطع عما قبله كما يشير اليه الاظهار في مقام الاضمار .
وجوز أن يكون ظرفا لقالوا وفيه على ما قيل حينئذ تنبيه على أن إدعائهم الاخلاص مع قولهم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء لم يكن عن تحقيق منهم ولا عن معرفة بالله تعالى وقدرته سبحانه لأنهم لو حققوا وعرفوا لم يقولوا ذلك إذ لا يليق مثله بالمؤمن بالله D وتعقب هذا القول الحلبي بأنه خارق للإجماع وقال ابن عطية : لا خلاف أحفظه في أنهم كانوا مؤمنين وأيد ذلك بقوله تعالى : فمن يكفر بعد منكم وبأن وصفهم بالحواريين ينافي أن يكونوا على الباطل وبأن الله تعالى أمر المؤمنين بالتشبه بهم والاقتداء بسنتهم في قوله عز من قائل : كونوا أنصار الله الآية وبأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم مدح الزبير إن لكل نبي حواريا وإن حواري الزبير والتزام القول بأن الحواريين فرقتان مؤمنون وهم خالصة عيسى E