وإن كان يؤيد فهو أفعل ومعناه معنى أيد واحد وقيل : معناه بالمد القوة وبالتشديد النصر وهما كما قيل متقاربان لأن النصر قوة بروح القدس أي جبريل عليه السلام أو الكلام الذي يحيي به الدين ويكون سببا للطهر عن أوضار الآثام أو تحيي بها الموتى أو النفوس حياة أبدية أو نفس روحه عليه السلام حيث أظهرها سبحانه وتعالى روحا مقدسة طاهرة مشرقة نورانية عليوة وكون هذا التأييد نعمة عليه E مما لا خفاء فيه وأما كونه نعمة على والدته فلما ترتب عليه من براءتها مما نسب إليها وحاشاها وغير ذلك .
تكلم الناس في المهد أي طفلا صغيرا وما النظم الكريم أبلغ من التصريح بالطفولية وأولى لأن الصغير يسمى طفلا إلى أن يبلغ الحلم فلذا عدل عنه والظرف في موضع الحال من ضمير تكلم .
وجوز أن يكون ظرفا للفعل والجملة إما إستئناف مبين لتأييده E أو في موضع الحال من الضمير المنصوب في أيدتك كما قال ابو البقاء والمهد معروف و عن الحسن أن المراد به حجر أمه عليهما السلام وأنكر النصارى كلامه E في المهد وقالوا إنما تكلم عليه السلام أوان ما يتكلم الصبيان وقد تقدم مع جوابه .
وقوله تعالى : وكهلا للايذان على ما قيل بعدم تفاوت كلامه E طفولية وكهولة لا لأن كلا منهما ءاية فان التكلم في الكهولة معهود من كل أحد وقال الامام : إن الثاني أيضا معجزة مستقلة لأن المراد تكلم الناس في الطفولة وفي الكهولة حين تنزل من السماء لأنه E حين رفع لم يكن كهلا وهذا مبني على تفسير الكهل بمن وخطه الشيب ورأيت له بحالة أو من جاوز اربعا وثلاثين سنة إلى إحدى وخمسين وعيسى E رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين قيل وثلاثة أشهر وثلاثة أيام .
وقيل : رفع وهو ابن أربع وثلاثين وما صح أنه E وخطه الشيب وأما لو فسر بمن جاوز الثلاثين فلا يتأتي هذا القول كما لا يخفى .
وقال بعض : الأولى أن يجعل وكهلا تشبيها بليغا أي تكلمهم كائنا في المهد وكائنا كالكهل وأنت تعلم أن أخذ التشبيه من العطف لا وجه له وتقدير الكاف تكلف وإذ علمتك عطف على إذ أيدتك أي واذكر نعمتي عليكما وقت تعليمي لك من غير معلم الكتاب والحكمة أي جنسهما وقيل : الكتاب الخط والحكمة الكلام المحكم الصواب والتوراة والانجيل خصا بالذكر إظهارا لشرفهما على الأول .
وإذ تخلق أي تصور من الطين أي جنسه كهيئة الطير أي هيئة مثل هيئته باذني فتنفخ فيها أي في تلك الهيئة المشبهة فتكون بعد نفخك من غير تراخ طيرا باذني أي حيوانا يطير كسائر الطيور وقرأ نافع ويعقوب طائرا وهو إا اسم مفرد وإا اسم جمع كباقر وسامر .
وتريء الأكمه والأبرص باذني عطف على تخلق وقوله سبحانه : وإذ تخرج الموتى باذني عطف على إذ تخلق أعيدت فيه إذ كما قيل لكون اخراج الموتى من قبورهم لا سيما بعد ما صاروا رميما معجزة