والمأمور بالتشبه بهم وكافرون وهم أصحاب المائدة وسؤال عيسى E ونزول المائدة وأنزالها ليلزمهم الحجة يحتاج إلى نقل ولم يوجد ومن ذلك أجيب عن الآية بأجوبة فقيل : إن معنى هل يستطيع هل يفعل كما تقول للقادر على القيام : هل تستطيع أن تقوم مبالغة في التقاضي ونقل هذا القول عن الحسن .
والتعبير عن الفعل بالاستطاعة من التعبير عن المسبب بالسبب إذ هي من أسباب الايجاد وعلى عكسه التعبيرعن إرادة الفعل بالفعل تسمية للسبب الذي هو الارادة باسم المسبب الذي هو الفعل في مثل قوله تعالى : إذا قمتم إلى الصلاة الخ وقيل : إن المعنى هل يطيع ربك فيستطيع بمعنى يطيع ويطيع بمعنى يجيب مجازا ونقل ذلك عن السدي وذكر ابو شامة أن النبي صلى الله عليه وسلّم عاد ابا طالب في مرض فقال له : يا ابن أخي ادع ربك أن يعافني فقال : اللهم اشف عمي فقام كأنما نشط من عقال فقال : يا ابن أخي إن ربك الذي تعبده يطيعك فقال : يا عم وأنت لو أطعته لكان يطيعك أي يجيبك لمقصودك وحسن استعماله A لذلك المشاكلة وقيل : هذه الاستطاعة على ما تقتضيه الحكمة والارادة فكأنهم قالوا : هل إرادة الله تعالى وحكمته تعلقت بذلك أو لا لأنه لا يقع شيء بدون تعلقها به .
واعترض بأن وقله تعالى الآتي : اتقوا الله إن كنتم مؤمنين لا يلائمه لأن السؤال عن مثله مما هو من علوم الغيب لا قصور فيه وقيل : إن سؤالهم للاطمئنان والتثبت كما قال الخليل E : أرني كيف تحيي الموتى ومعنى إن كنتم مؤمنين إن كنتم كاملين في الايمان والاخلاص ومعنى نعلم أن قد صدقتنا نعلم علم مشاهدة وعيان بعد ما علمناه علم إيمان وياقان ومن هذا يعلم ما يندفع به الاعتراض .
وقرأ الكسائي وعلي كرم الله تعالى وجهه وعائشة وابن عباس ومعاذ وجماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم هل تستطيع ربك بالتاء خطابا لعيسى E ونصب ربك على المفعولية .
والأكثرون على أن هناك مضافا محذوفا أي سؤال ربك أي هل تسأله ذلك من غير صارف وعن الفارسي أنه لا حاجة إلى تقدير والمعنى هل تستطيع أن ينزل ربك بدعائك وأنت تعلم أن اللفظ لا يؤدي ذلك فلابد من التقدير والمائدة في المشهور الخوان الذي عليه الطعام من ما يميد إذا تحرك أو من ماده بمعنى اعطاه فهي فاعلة إما بمعنى مفعولة كعيشة راضية واختاره الزهري في تهذيب اللغة أو يجعلها للتمكن مما عليها كأنها بنفسها معطية كقولهم للشجرة المثمرة : مطعمة وأجاز بعضهم أن يقال فيها ميدة واستشهد عليه بقول الراجز : وميدة كثيرة الألوا تصنع للجيران والاخوان واختار المناوي أن المائدة كا ما يمد ويبسط والمراد بها السفرة وأصلها طعام يتخذه المسافر ثم سمي بها الجلد المستدير الذي تحمل به غالبا كما سميت المزادة راوية وجوز أن تكون تسمية الجلد المذكور سفرة لأن له معاليق متى حلت عنه انفرج فاسفر عما فيه وهذا غير الخوان بضم الخاء وكسرها وهو أفصح ويقال له اخوان بهمزة مكسورة لأنه اسم لشيء مرتفع يهيأ ليؤكل عليه الطعام والأكل عليه بدعة لكنه جائز إن خلا من قصد التكبر وتطلق المائدة على نفس الطعام أيضا كما نص عليه بعض المحققين و من سماء يجوز أن يتعلق بالفعل قبله وأن يتعلق بمحذوف وقع صفة لمائدة أي مائدة كائنة من السماء قال أي عيسى