عليهم إنما هو كالبشارة بالنجاة من أهوال ذلك اليوم مثل ما يقال للمريض لابأس عليك ولا خوف .
وقيل : إن ذلك الذهول لم يكن لخوف ولا حزن وإنما هو من باب العوم في بحار الاجلال لظهور ءاثار تجلي الجلال واعترض شيخ الاسلام على ما تقدم بأن قوله سبحانه وتعالى : إنك أنت علام الغيوب .
901 .
- في موضع التعليل ولا يلائم ما ذكر و علام صيغة مبالغة والمراد الكامل في العلم و الغيوب جمع غيب وجمع وإن كان مصدرا على ما قاله السمين لاختلاف أنواعه وإن أريد به الشيء الغائب أو قلنا إنه مخفف غيب فالامر واضح وقريء علام بالنصب على أن الكلام قد تم عند إنك أنت ونصب الوصف على المدح أو النداء أو على أنه بدل من إسم إن ومعنى إنك أنت إنك الموصوف بصفاتك المعروفة والكلام على طريقة .
أنا أبو النجم وشعري شعري .
وقرأ ابو بكر وحمزة الغيوب بكسر الغين حيث وقع وقد سمع في كل جمع على وزن فعول كبيوت كسر أوله لئلا يتوالى ضمتان وواو إذ قال الله يا عيسى ابن مريم بدل من يوم يجمع الله الرسل وقد نصب باضمار اذكر وقيل : في محل رفع على معنى ذاك إذ وليس بشيء وصيغة الماضي لما مر آنفا من الدلالة على تحقق الوقوع والمراد بيان ما جرى بينه تعالى وبين فرد من الرسل المجموعين على التفصيل إثر بيان ما جرى بينه D وبين الكل على وجه الاجمال ليكون ذلك كالأنموذج على تفاصيل أحوال الباقين وتخصيص عيسى عليه السلام بالذكر لما أن شأنه E متعلق بكلا فريقي أهل الكتاب المفرطين والمفرطين الذين نعت هذه السورة الكريمة جناياتهم فتفصيله أعظ عليهم وأجلب لحسراتهم وإظهار الاسم الجليل لما مر و عيسى مبني عند الفراء ومتابعيه إا عن ضمة مقدرة أو على فتحة كذلك إجراء له مجرى يا زيد بن عمرو في جواز ضم المنادى وفتحه عند الجمهور وهذا إذا أعرب ابن صفة لعيسى أما إذا أعرب بدلا أو بيانا فلا يجوز تقدير الفتحة أجماعا كما بين في كتب النحو و على في قوله تعالى : إذكر نعمتي عليك وعلى والدتك متعلقة بنعمتي جعل مصدرا أي اذكر إنعامي أو بمحذوف وقع حالا من نعمة ان جعل إسما أي إذكر نعمتي كائنة عليك الخ وعلى التقديرين يراد بالنعمة ما هو في ضمن المتعدد وليس المراد كما قال شيخ الاسلام بأمره عليه السلام يومئذ بذكر النعمة المنتظمة في سلك التعديد تكليفه عليه السلام بشكرها والقيام بمواجبها ولات حين تكليف مع خروجه عليه السلام عن عهدة الشكر في أوانه أي خروج بل إظهار أمره عليه السلام بتعداد تلك النعم حسبما بينه الله تعالى واعتدادا بها وتلذذا بذكرها على رؤوس الاشهاد وليكون حكاية ذلك على ما أنبا عنه النظم الكريم توبيخا للكفرة من الفريقين المختلفين في شأنه عليه السلام افراطا وتفريطا وإبطالا لقولهما جميعا إذ أيدتك ظرف لنعمتي أي اذكر انعامي عليكما وقت تأييدي لكما أو حال منها أي اذكرها كائنة وقت ذلك وقيل : بدل اشتمال منها وهو في المعنى تفسير لها .
وجوز ابو البقاء أن يكون مفعولا به على السعة وقريء آيدتك بالمد ووزنه عند الزمخشري أفعلتك وعند ابن عطية فاعلتك وقال ابو حيان : ويحتاج إلى نقل مضارعه من كلام العرب فان كان يؤايد فهو فاعل