حد قوله : .
علفتها تبنا وماء باردا .
وجوز السمين كون أو بمعنى الواو كما جوز جعلها لأحد الشيئين على ما هو الأصل فيها فتدبر وجمع ضمير يأتوا ويخافوا على ما قيل لأن المراد ما يعم الشاهدين المذكورين وغيرهما من بقية الناس والظرف بعد متعلق بترد كما هو الظاهر وجوز السمين وهو ضعيف أن يكون متعلقا بمحذوف وقع صفة لايمان .
اتقوا الله في مخالفة أحكامه التي من جملتها ما ذكر والجملة على ما قيل عطف على مقدر أي احفظوا أحكام الله سبحانه واتقوا واسمعوا سمع أجابة وقبول جميع ما تؤمرون به والله لا يهدي القوم الفاسقين .
801 .
- تذييل لما تقدم والمراد فان لم تتقوا وتسمعوا كنتم فاسقين خارجين عن الطاعة والله تعالى لايهدي القوم الخارجين عن طاعته إلى ما ينفعهم أو إلى طريق الجنة وقوله سبحانه : يوم يجمع الله الرسل قيل ظرف لقوله D : لايهدي ونظر فيه الحلبي من حيث أنه سبحانه لا يهديهم مطلقا لا في ذلك اليوم ولا في الدنيا وهذا احتمال ذكره الزمخشري ونقل عن المغربي أيضا وهو ظاهر على تقدير أن يكون المراد لا يهديهم إلى طريق الجنة وفيه مراعة لمذهب الاعتزال من أن نفي الهداية المطلقة لا يجوز على الله جل وعلا ولذلك خصص المهدي إليه وقيل : إنه بدل من مفعول واتقوا فهو حينئذ مفعول لا ظرف .
وتعقبه ابو حيان بأن فيه بعدا لطول الفصل بالجملتين وقال الحلبي : لا بعد فان هاتين الجملتين من تمام معنى الجملة الاولى وهو عند القائلين بالدلية بدل اشتمال وتعقب ذلك العلم العراقي بان الانصاف أن بدل الاشتما ههنا ممتنع لأنه لابد فيه من اشتمال البدل على المبدل منه أو بالعكس وهنا يستحيل ذلك ولهذا قال الحلبي : لابد في هذا الوجه من تقدير مضاف ليصح والمراد اتقوا عقاب الله يوم وحينئذ يصح انتصاب اليوم على الظرفية وقال المحقق التفتازاني : وجه بدل الاشتمال ما بينهما من الملابسة بغير الكلية والبعضية بطريق اشتمال المبدل منه على البدل لا كاشتمال الظرف على المظروف بل بمعنى أن ينتقل الذهن اليه في الجملة ويقتضيه بوجه اجمالي مثلا إذا قيل اتقوا الله يتبادر الذهن منه إلى أنه من أي أمر من أموره وأي يوم من أيام أفعاله يجب الاتقاء أيوم جمعه سبحانه للمرسل أم غير ذلك واعترض بأنه اشترط في ذلك أن لا يكونظرفية وهذا ظرف زمان لو أبدل منه لأوهم ذلك وقيل : إنه منصوب بمضمر معطوف على اتقوا الخ أي واحذروا أو واذكروا يوم الخ فان تذكير ذلك اليوم الهائل مما يضطرهم إلى تقوى الله تعالى وتلقي أمره بسمع الاجابة وقيل : منصوب بقوله سبحانه واسمعوا بحذف مضاف أي واسمعوا خبر ذلك اليوم .
وقيل : منصوب بفعل مؤخر قد حذف للدلالة على ضيق العبارة عن شرحه وبيانه لكمال فظاعة ما يقع فيه كأنه قيل : يوم يجمع الله الرسل الخ يكون من الاحوال والاهوال ما لا يفي ببيانه نطاق المقال وتخصيص الرسل بالذكر مع أن ذلك يوم مجموع له الناس لأبانة شرفهم وأصالتهم والأيذان بعدم الحاجة إلى التصريح بجمع غيرهم بناء على ظهور كونهم أتباعا لهم وقيل ولا يخفى لطفه على بعض الاحتمالات الآتية في الآية : لأن المقام مقام ذكر الشهداء والرسل عليهم الصلاة والسلام هم الشهداء على أمم كما يدل على ذلك قوله تعالى : ونزعنا من كل أمة شهيدا ففي بيان حالهم وما يقع لهم يوم القيامة وهم هم من وعظ الشهداء الذين البحث فيهم وما لا يخفى وبهذا تتصل الآية بما قبلها أتم اتصال وإظهار الاسم الجليل في موضع الاضمار لتربية