ومفعول استحق محذوف واختلفوا في تقديره فقدره الزمحشري أن يجردوهما للقيام بالشهادة ليظهروا بهما كذب الكاذبين وقدره ابو البقاء وصيتهما وقدره ابن عطية ما لهم وتركتهم .
وقال الامام : أن المراد بالأوليان الوصيان اللذان ظهرت خيانتهما وسبب أولويتهما أن الميت عينهما للوصية فمعنى استحق عليهم الاوليان خان في مالهم وجنى عليهم الوصيان اللذان عثر على خيانتهما وعلى هذا لاضرورة إلى القول بحذف المفعول وقرأ الجمهور استحق عليهم الاوليان ببناس إستحق للمفعول واختلفوا في مرجع ضميره والأكثرون أنه الاثم والمراد من الموصول الورثة لأن استحقاق الاثم عليهم كناية عن الجناية عليهم ولاشك أن الذين جني عليهم وارتكب الذنب بالقياس اليهم هم الورثة وقيل : إنه الايصاء وقيل : الوصية لتأوليها بما ذكر وقيل : المال وقيل : الفعل مسند إلى الجار والمجرور وكذا اختلفوا في توجيه رفع الاوليان فقيل : إنه مبتدأ خبره آخران أي الأوليان بأمر الميت آخران وقيل : بالعكس واعترض بأن فيه الاخبار عن النكرة بالمعرفة وهو مما اتفق على منعه في مثله وقيل خبر مبتدأ مقدر أي هما الآخران على الاستئناف البياني وقيل : بدل من آخران وقيل عطف بيان عليه ويلزمه عدم اتفاق البيان والمبين في التعريف والتنكير مع أنهم شرطوه فيه حتى جوز تنكيره نعم نقل عن نزر عدم الاشتراط وقيل : هو بدل من فاعل يقومان .
وكون المبدل منه في حكم الطرح ليس من كل الوجوه حتى يلزم خلو تلك الجملة الواقعة خبرا أو صفة عن الضمير على أنه لو طرح وقام هذا مقامه كان من وضع الظأهر موضع الضمير فيكون رابطا وقيل : هو صفة آخران وفيه وصف النكرة بالمعرفة والاخفش أجازه هنا لأن النكرة بالوصف قربت من المعرفة قيل : وهذا على عكي .
ولقد أمر على اللئيم يسبني .
فانه يؤول فيه المعرفة بالنكرة وهذا أول فيه النكرة بالمعرفة أو جعلت في حكمها للوصف ويمكن كما قال بعض المحققين أن يكون منه بأن يجعل الاوليان لعدم تعيينهما كالنكرة .
وعن أبي علي الفارسي أنه نائب فاعل استحق والمراد على هذا استحق عليهم انتداب الاوليين منهم للشهادة كما قال الزمخشري أو أثم الاوليين كما قيل وهو تثنية الاولى قلبت الفه ياء عندها وفي على في عليهم أوجه الاول أنها على بابها والثاني أنها بمعنى في والثالث أنهما بمعنى من وفسر استحق بطلب الحق وبحق وغلب وقرأ يعقوب و خلف و حمزة و عاصم في رواية أبي بكر عنه استحق عليه الالين ببناء استحق للمفعول والاولين جمع أول المقابل للآخر وهو مجرور على أنه صفة الذين أو بدل منه أو من ضمير عليهم أو منصوب على المدح ومعنى الاولية التقدم على الأجانب في الشهادة وقيل : التقدم في الذكر لدخولهم في يا أيها الذين آمنوا .
وقرأ الحسن الاولان بالرفع وهو كما قدمنا في الاوليان وقريء الاولين بالتثنية والنصب وقرأ ابن سيرين الاوليين بياءين تثنية اولى منصوبا وقريء الاولين بسكون الوا وفتح اللام جمع اولى كاعلين واعراب ذلك ظأهر .
فيقسمان بالله عطف على يقومان والسببية ظاهرة وقوله سبحانه لشهادتنا أحق من شهادتهما جواب القسم والمراد بالشهادة عند الكثير ومنهم ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اليمين كما في قوله D فشهادة أحدهم اربع شهادات بالله وسميت اليمين شهادة على ما قاله الطبرسي لأن اليمين كالشهادة على ما يحلف عليه أنه كذلك أي ليميننا على أنهما كاذبان فيما ادعيا من الاسحقاق مع كونها حقة صادقة في نفسها أولى بالقبول من يمينهما مع كونها كاذبة في نفسها لما أنه قد ظهر للناس استحقاقهما للاثم ويميننا منزهة عن الريب والريبة