أشارت كليب بالاكف الاصابع .
لأن ذلك حيث لا تعويض وفي الجلالة الكريمة تعويض همزة الاستفهام عن المحذوف وهل الجر به أو بالعوض قولان وروي عنه وكذا عن الحسن رضي الله تعالى عنه ويحيى بن عمر وابن جرير وآخرون الله بدون مد وفي ذلك احتمالان .
الأول أن الحذف من غير عوض فيكون على خلاف القياس الثاني أن الهمزة المذكورة همزة الاستفهام وهي همزة قطع عوضت عن الحرف ولكنها لم تمد وهذا أولى من دعوى الشذوذ ولذا اختاره في الدر المصون وقريء بتنوين الشهادة ووصل الهمزة ونصب اسم الله تعالى من غير مد وخرجه ابو البقاء على أنه منصوب بفعل القسم محذوفا إنا إذا لمن اةثمين .
601 .
- أإ إذا فعلنا ذلك وكتمنا والعدول عن آثمون إلى ما ذكر للمبالغة وقريء لملاثمين بحذف الهمزة وإلقاء حركتهما على اللام وادغام النون فيها فان عثر أي اطلع يقال عثر الرجل على الشيء عثورا إذا إطلع عليه .
وقال الغوري : تقول عثرت إذا إطلعت على ما كان خفيا وهو مجاز بحسب الأصل من قولهم : عثر إذا كبا وذلك أن العاثر ينظر إلى موضع عثاره فيعرفه ويطلع عليه وقال الليث : إن مصدر عثر بمعنى اطلع العثور وبمعنى كبا العثار وحينئذ يخفى القول بالمجاز لأن اختلاف المصدر ينافيه فلا تتأتى تلك الدعوى إلا على ما قاله الراغب من اتحاد المصدرين وفي القاموس عثر كضرب ونصر وعلم وكرم عثر أو عير او عثارا كبا والعثور الاطلاع كالعثر وظاهر هذا أن لا مجاز ويفهم منه أيضا الاتحاد في بعض المصادر فافهم والمراد فان عثر بعد التحليف على أنهما أي الشاهدين الحالفين استحقا إثما أي فعلا ما يوجبه من تحريف وكتم بأن ظهر بأيديهما شيء من التركة وادعيا استحقاقهما له بوجه من الوجوه وقال الجبائي : الكلام على حذف مضاف أي استحقا عقوبة اثم فآخران أي فرجلان آخران وهو مبتدأ خبر .
قوله تعالى : يقومان مقامهما والفاء جزائية وهي أحدى مصوغات الابتداء بالنكرة ولا محذور في الفصل بالخبر بين المبتدأ وصفته وهو قوله سبحانه : من الذين استحق عليهما الأوليان وقيل : هو خبر مبتدأ محذؤف أي فالشاهدان آخران وجملة يقومان صفته والجار والمجرور صفة أخرى وجوز ابو البقاء أن يكون حالا من ضمير يقومان وقيل : هو فاعل فعل محذوف أي فليشهد آخران وما بعدع صفة له وقيل : مبتدأ خبره الجار والمجرور والجملة الفعلية صفته وضمير مقامهما في جميع هذه الأوجه مستحق للذين استحقا وليس المراد بمقامهما مقام أداء الشهادة التي تولياها ولم يؤدياها كما هي بل هو مقام الحبس والتحليف و استحق بالبناء للفاعل على قراءة عاصم في رواية حفص عنه وبها قرأ علي كرم الله تعالى وجهه وابن عباس وأبي رضي الله تعالى عنهم وفاعله الأوليان والمراد من الموصول أهل الميت ومن الأوليين الاقربان اليه الوارثان له الأحقان بالشهادة لقربهما واطلاعهما وهما في الحقيقة الآخران القائمان مقام اللذين استحقا اثما إلا أنه أقيم المظهر مقام ضميرهما للتنبيه على وصفهما بهذا الوصف