فليحمل على نحو ذلك وقولهه سبحانه : لبئس ماكانوا يفعلون .
79 .
- تقبيح لسوء فعلهم وتعجيب منه والقسم لتأكيد التعجيب أو لفعل المتعجب منه وفى هذه الآية زجر شديد لمن يترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقد أخرج أحمد والترمذى وحسنه عن حذيفة بن اليمان أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : والذى نفسى بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله تعالى أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجب لكم وأخرج أحمد عدى بن عميرة قال : سمعت رسول اله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الله الله تعالى لايعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلاينكرونه فاذا فعلوا ذلك عذب الله تعالى الخاصة والعامة وأخرج الخطيب من طريق أبى سلمة عن أبيه عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال : والذى نفس محمد صلى الله عليه و سلم بيده ليخرجن من أمتى أناس من قبورهم فى صورة القردة والخنازير بما داهنوا أهل المعاصى وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون والأحاديث فى هذا الباب كثيرة وفيها ترهيب عظيم فياحسرة على المسلمين فى إعراضعهم عن باب التناهى عن المناكير وقلة عبئهم به ترى منهم يتولون الذين كفروا خطاب للنبى صلى الله عليه و سلم أو لكل من تصح منه الرؤية وهى هنا بصرية والجملة الفعلية بعدها فى موضع الحال من مفعولها لكونه موصوفا وضمير منهم لأهل الكتاب أو لبنى إسرائيل واستظهره فىالبحر والمراد من الكثير كعب بن الاشرف وأصحابه ومن الذين كفروا مشركوا مكة وقد روى أن جماعة من اليهود خرجوا إلى مكة ليتفقوا مع مشركيها على محاربة النبى صلى الله عليه و سلم والمؤمنين فلم يتم لهم ذلك .
وروى عن الباقر رضى الله تعالى عنه أن المراد الذين كفروا الملوك الجبارون أى ترى كثيرا منهم وهم علماؤهم يوالون الجبارين ويزينون لهم أهواءهم ليصيبوا من دنياهم وهذا فى غاية البعد ولعل نسبته إلى الباقر رضى الله تعالى عنه غير صحيحة وروى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنه والحسن ومجاهد أن المراد من الكثير منافقوا اليهود ومن الذين كفروا مجاهروهم وقيل المشركون لبئس ماقدمت لهم أنفسهم أى لبئس شيئا فعلوه فى الدنيا ليردوا على جزائه فى العقبى أن سخط اللله عليهم هو المخصوص بالذم على حذف المضاف وإقامة المضاف اليه مقامه تنبيها على كمال التعلق والارتباط بينهما كأنهما شىء واحد ومبالغة فى الذم أى بئس ماقدموا لمعادهم موجب سخط الله عليهم وإنما اعتبروا المضاف لأن نفس سخط الله تعالى باعتبار إضافته إايه سبحانه ليس مذموما بل المذموم ماأوجبه من الأسباب على أن نفس السخط ممالم يعمل فى الدنيا ليرى جزاؤه فى العقبى كما لايخفى وفى إعراب المخصوص بالذم أو المدح أقوال شهيرة للمعربين واختار أبو البقاء كون المخصوص هنا خبر مبتدأ محذوف تنبىء عهن الجملة المتقدمة كأنه قيل : ماهو أو أى شىء هو فقيل : هو أن سخط الله عليهم ونقل عن سيبويه أن أن سخط الله مرفوع على البدل من المخصوص بالذم وهو محذوف وجملة قدمت صفته و ما اسم تام معرفة فى محل رفع بالفاعلية لفعل الذم والتقدير لبئس الشىء شىء قدمته لهم أنفسهم سخط الله تعالى وقيل إنه فى محل رفع بدل من ما إن قلنا إنها معرفة فاعل لفعل اذم أو فى محل نصب منها إن كانت تمييزا واعترض بأن فيه إبدال المعرفة من النكرة وقيل : إنه على تقدير الجار والمخصوص محذوف أى لبئس شيئا ذلك لأن سخط الله تعالى عليهم وفى العذاب أى عذاب جهنم هم خالدون .
80 .
- أبد الآبدين والجملة فى موضع الحال وهى متسببة عما قبلها وليست