الثلاثة على الحلافة الظاهرة والأحاديث الواردة فى خلافة الأمير كرم الله تعالى وجهه على الخلافة الباطنة ولم يعطل شيئا من الاخبار وقال بحقيقة خلافة الأربع رضى الله تعالى عنهم أجمعين .
وأنت تعلم أن هذا مشعر بأفضلية الأمير كرم الله تعالى وجهه على الخلفاء الثلاثة وبعضهم يصرح بذلك ويقول : بجواز خلافة المفضول خلافة صورية مع وجود الفاضل لكن قد قدمنا عن الشيخ الأكبر قدس الله تعالى سره أنه قال : ليس بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه رجل وليس مقصوده سوى بيان المرتبة فى الفضل فافهم ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فانه من حزب الله تعالى أى أهل خاصته القائمين معه على شرائط الاستقامة فان حزب الله هم الغالبون على أعدائهم الأنفسية والأفاقية وقد صح لاتزال طائفة من أمتى قائمة بأمر الله سبحانه لايضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر الله تعالى وهم على ذلك ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم أى حالكم الذى أنتم عليه فى السير والسلوك هزوا ولعبا فطعنوا فيه من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وهم المقتصرون على الظاهر فقط كاليهود أو على الباطن فقط كالنصارى والكفار الذين حجبوا بأنفسهم عن الحق أولياء للمباينة فى الأحوال واتقوا الله إن كتنم مؤمنين به عز شأنه وإذا ناديتم الى الصلاة أى الحضور قى حضرة الرب اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لايعقلون الأسرار ولم يفهموا مافى الصلاة من بلوغ الأوطار فقد صح حبب لى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة قل ياأهل الكتاب هل تنقمون وتنكرون من إلا أن آمنا بالله وماأنزل الينا وما أنزل من قبل فجمعنا بين الظاهر والباطن وطرنا بهذين الجناحين إلى الحضرة القدسية وجعل منهم القردة والخنازير أى بدلنا صفاتهم بصفات هاتيك الحيوانات من الحيل والحرص والشهوة وقلة الغيرة وعبد الطاغوت وهو كل مايطغى مما سوى الله تعالى أى أنهم ان قادوا اليه وخضعوا اليه ومن اولئك من هو عابد الدرهم والدينار اولئك شر مكانا لانهم أبطلوا استعدادهم الفطرى وضلوا ضلالا بعيدا وترى كثيرا منهم يسارعون فى الاثم والعدوان وأكلهم السحت اى يقدمون بسرعة على جميع الرذائل لاعتيادهم لها وتدربهم فيها وكونها ملكات لنفوسهم فالاثم رذيلة القوة النطقية والعدوان رذيلة القوى الغضبية وأكل السحت رذيلة القوى الشهوية وقالت اليهود لحرمانهم من الأسرار التى لايطلع عليها أهل الظاهر يد الله تعالى عما يقولون مغلولة فلا يفيض غير مانحن فيه من العلوم الظاهرة غلت أيديهم وحرموا إلى يوم القيامة عن تناول ثمار أشجار الأسرار ولعنوا أى أبعدوا عن الحضرة الآلهية بما قالوا من تلك الكلمة العظيمة بل يداه مبسوطتان ينفق بهما كيف يشاء فيفيض حسب الحكمة من أنواع العلوم الظاهرة والباطنة على من وجده أهلا لذلك والى الظاهر والباطن أشار صلى الله عليه و سلم باليل وانهار فيما أخرجه البخارى وغيره يد الله تعالى ملآى لايغيضها سحاء الليل والنهار ولو أن أهل الكتاب آمنوا الايمان الحقيقى واتقوا شرك أفعالهم وصفاتهم وذواتهم ولو أنهم آمنوا بالعلوم الظاهرة واتقوا الإنكار والاعتراض على من روى من العلوم الباطنة وسلموا لهم أحوالهم كما قيل : وإذا لم تر الهلال فلم لأناس رأوه بالأبصار لكفرنا عنهم سيآتهم التى ارتكبوها ولادخلناهم جنات النعيم فى مقابلة إيمانهم واتقائهم ولو أنهم