كما روى عن الربيع وهم الذين أسلموا منهم وتابعوا النبى صلى الله عليه و سلم كما قال مجاهد والسدى وابن زيد واختاره الجبائى وأولئك كعبد الله بن سلام وأضرابه من اليهود وثمانية وأربعون من النصارى وقيل : المراد بهم النجاشى وأصحابه رضى الله تعالى عنهم والجملة مستأنفة مبنية على سؤال نشأ من مضمون الشرطيتين المصدرتين بحرف الامتناع الدالتين على انتفاء الإيمان والاتقاء والاقامة المذكورات كأنه قيل : هل كلهم مصروف على عدم الإيمان وأخويه فقيل : منهم الخ وتفسير الاقتصاد بالتوسط فى العداوة بعيد وكثير منهم وهم الأجلاف المتعصبون ككعب بن الأشرف وأشباهه والروم .
ساء مايعلمون .
61 .
- من العناد والمكابرة وتحريف الحق والاعراض عنه .
وقيل : من الاإراط فى العداوة وكثير مبتدأ و منهم صفته و ساء كبئس للذم .
وعن بعض النحاة أن فيها معنى التعجب كقضو زيد أى ماأضاه فالمعنى هنا ماأسوا عملهم وبعضهم يقول : هى لمجرد الذم والتعجب مأخوذ من المقام وتمييزها محذوف و ما موصولة فاعل لها أى ساء عملا الذى يعملونه ويجوز أن تكون ما نكرة فى موضع التمييز والجملة الانشائية خبر للمبتدأ والكلام فى ذلك شهبر .
هذا ومن باب الاشارة فى الآيات إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة أى صلاة الشهود والحضور الذاتى ويؤتون الزكاة أى زكاة وجودهم وهم راكعون أى خاضعون فى البقاء بالله .
والآية عند معظم المحدثين نزلت فى على كرم الله تعالى وجهه والإمامية كما علمت يستدلون بها على خلافته بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا فصل وقد علمت منا ردهم والحمد لله سبحانه رد كلام وكثير من الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم يشير إلى القول بخلافته كرم الله تعالى وجهه بعد الرسول E بلا فصل أيضا إلا أن تلك الخلافة عندهم هى الخلافة الباطنة التى هى خلافة الارشاد والتربية والامداد والتصرف الروحانى لا الخلافة الصورية التى هى عبارة عن قامة الحدود الظاهرة وتجهيز الجيوش والذب عن بيضة الاسلام ومحاربة أعدائه بالسيف والسنان فان تلك عندهم على الترتيب الذى وقع كما هو مذهب أهل السنة والفرق عندهم بين الخلافتين كالفرق بين القشر واللب فالخلافة الباطنة لب الخلافة الظاهرة وبها يذب عن حقيقة الإسلام وبالظاهرة يذب عن صورته وهى مرتبة القطب فى كل عصر وقد تجتمع مع الخلافة الظاهرة كما اجتمعت فى على كرم الله تعالى وجهه أيام أمارته وكما تجتمع فى المهدى أيام ظهوره وهى والنبوة رضيعا ثدى وإلى ذلك الاشارة بما يروونه عند E من قوله : خلقت أنا وعلى من نور واحد وكانت هذه الخلافة فيه كرم الله تعالى وجهه على الوجه الأتم .
ومن هنا كانت سلاسل أهل الله D منتهية اليه إلا ماهو أعز من بيض الانوق فانه ينتهى إلى الصديق رضى الله تعالى عنه كسلسلة ساداتنا النقشبندية نفعنا الله تعالى بعلومهم ومع هذا ترد عليه كرم الله تعالى وجهه أيضا بتقسيم الخلافة إلى هذين القسمين جمع بعض العارفين بين الأحاديث المشعرة أو االمصرحة بخلافة الأئمة الثلاثة رضى الله تعالى عنهم بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم على الترتيب المعلوم وبين الأحاديث المشعرة أو المصرحة بخلافة الامير كرم الله تعالى وجهه بعده E بلا فصل فحمل الاحاديث الواردة فى خلافة الخلفاء